مشاهدات
د . ضرغام الدباغ
(Dr. Dergham Aldabak)
مقدمة لكتاب البروتوكولات الدبلوماسية : المهام ، الوسائل ، الأساليب وطبيعة العمل
تأليف : ديفيد درايمان (David Dreimann)
ترجمة : د . ضرغام الدباغ : (Dr. Dergham Aldabak)
العنوان الأصلي للكتاب : البروتكول الدبلوماسي (Das diplomatische Protokoll) عنوان فرعي (Aufgaben , Mittel , Metthoden Und Arbeitsweise) المهام ، الوسائل ، الأساليب ، وطبيعة العمل . صادر عن دار النشر كوهلر و أميلانجه 1981 لايبزغ Verlag : Koehler & Amelang. Leipzig 1981 ...
الطبعة الأولى
صادرة عن : المركز العربي الألماني / برلين ــ 2020 المطبوع رقم (56)
يوزع مجاناً
إهداء إلى الشهيد الأول للدبلوماسية العربية الإسلامية . السفير الحارث بن عمير الأزدي . سفير الرسول (صلى الله عليه وسلم ) إلى أمير بصرى الذي استشهد في مؤتة(الكرك) قبل أن يصل إلى هدفه ...
إلى رواد الثقافة والحضارة العربية الإسلامية الذين وضعوا أسس الأدب والتهذيب ومنهم شاع حتى صار علماً بين الشعوب
......
المحتويات
المقدمة :
الفصل الأول : واجبات وطبيعة البروتوكول كأداة للدبلوماسية.
1 . مهام وطبيعة البروتوكول الدبلوماسي.
2 . الموقف الحالي للبروتكول الدبلوماسي.
3 . مصادر البروتوكول الدبلوماسي.
4 . معايير ومصادر البروتوكول الدبلوماسي.
الفصل الثاني : واجبات البعثات الدبلوماسية والهيئات الدبلوماسية.
1 . المنظمات الحكومية للعلاقات الخارجية.
2 . الدرجات والرتب برؤساء البعثات بموجب مؤتمر فيينا للعلاقات الدبلوماسية WDK
3 . الشخصيات الدبلوماسية.
4 . علاقات البعثات الدبلوماسية مع حكومات الدول المضيفة.
الفصل الثالث : بداية عمل البعثة الدبلوماسية واختتامها.
1 . طلب وإجازة طلب الاعتماد.
2 . تسمية ووصول البعثة.
3 . اعتماد رئيس البعثة.
4 . اعتماد رئيس البعثة.
5 . الحالات المختلفة لإنهاء عمل البعثة الدبلوماسية.
ــ نهاية خدمة رئيس البعثة من خلال استدعائه (من قبل سلطات بلاده).
ــ نهاية خدمة رئيس البعثة بوفاته.
ــ نهاية خدمة مبعوث من خلال اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه.
ــ نهاية البعثة بسبب خلال قيام الحرب.
ــ نهاية البعثة من خلال قطع العلاقات.
ــ نهاية البعثة من خلال اتفاق الطرفين.
6 . بداية وانقضاء عمل موظفين دبلوماسيين في البعثة
الفصل الرابع : المراتبية في العلاقات بين الدول.
1 . ترتيب الدول.
2 . ترتيب الدول داخلياً.
3 . ترتيب البعثات وترتيب الدول بين البعثات الدبلوماسية.
الفصل الخامس : الامتيازات والحصانات للممثليات الدبلوماسية والقنصلية والعاملين فيها.
1 . محتوى ومنحى الامتيازات والحصانات.
2 . نظرة إلى مفردات الامتيازات والحصانات.
3 . علامات وأرقام مركبات البعثات الدبلوماسية، والقنصليات، والمكاتب الأجنبية والبعثات الدائمة.
الفصل السادس : الدبلوماسية الزائرة(المتجولة)
1 . الأنواع المختلفة للسفارات المتجولة.
2 . التحضير وإدارة البعثات المتجولة.
الفصل السابع : الاجتماعات الدولية.
1 . أهداف وأنواع المؤتمرات الدولية واللقاءات الدولية الأخرى.
2 . التحضيرات وإدارة المؤتمرات الدولية.
3 . التزامات الدول في إقامة المؤتمرات الدولية.
الفصل الثامن : الأشكال الرئيسية للمراسلات الدبلوماسية.
1 . أهمية المراسلات الدبلوماسية.
2 . الأشكال الرئيسية للمراسلات الدبلوماسية.
3 . الأجزاء المكونة الرسمية للمراسلات الدبلوماسية.
4 . لغة المراسلات الدبلوماسية.
5 . إيصال المراسلات الدبلوماسية.
الفصل التاسع : الحفلات الدبلوماسية.
1 . أهمية وأهداف الحفلات الدبلوماسية.
2 . أنواع وتكافؤ الحفلات الدبلوماسية.
3 . "الطعام" كأسلوب أساسي في الحفلات الدبلوماسية.
4 . " الاستقبال" كأسلوب أساسي في الحفلات الدبلوماسية.
5 . "الكوكتيل" كأسلوب أساسي في الحفلات الدبلوماسية.
6 . ولائم العمل والزيارات الدبلوماسية.
7 . الضيافة كجزء من الحفلات الدبلوماسية.
8 . الدعوة للحفلات الدبلوماسية.
9 . الأنخاب في الحفلات الدبلوماسية.
10 . ملاحظات أخرى حول الحفلات الدبلوماسية.
الفصل العاشر : ترتيب الجلوس ونظام الطاولة واتخاذ الأماكن .
1 . هدف نظام الجلوس الدبلوماسي في الحفلات الدبلوماسية.
2 . قواعد الجلوس في البروتوكول الدبلوماسي.
3 . البطاقات الدالة في الجلوس.
4 . نظام الصفوف في تقديم الخدمة.
5 . نظام الجلوس في المسرح أو في السيارة.
الفصل الحادي عشر : بروتوكول الرايات.
1 . مغزى بروتوكول الراية.
2 . أنواع الرايات.
3 . المناسبات لوضع الرايات.
4 . رفع الرايات في البعثات الدبلوماسية.
5 . وضع الراية على السيارات الشخصية.
6 . القواعد العامة لرفع الراية.
ثاني عشر : استخدام بطاقات الزيارة.
1 . استخدام بطاقات الزيارة في العلاقات الدبلوماسية.
2 . شكل وحجم بطاقات الزيارة.
ثالث عشر : ارتداء الملابس في الخدمة الدبلوماسية.
1 . الملابس الرجالية في الخدمة الدبلوماسية.
2 . الملابس النسائية في الخدمة الدبلوماسية.
* ملاحق
ملحق 1 : مثال على نظام الطاولة .
ملحق 2 : نموذج لبطاقات الزيارة.
ملحق 3 : مثال لمفردات أشكال المبعوثين الدبلوماسيين.
ملحق 4 : اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية بتاريخ 18/ نيسان ـ أبريل/ 1961
.........
مقدمة
منذ أن اطّلعت على هذا الكتاب لأول مرة حين صدوره في برلين 1981 قررت فوراً ترجمته إلى اللغة العربية ، إذ وجدت في هذا الكتاب ما يحتاجه كل دبلوماسي سواء كان حديث العهد بالخدمة الدبلوماسية أو متدرج بالخدمة Career Diplomat وسوف أكرر هنا ما ذكرته في إحدى مؤلفاتي : " قوة العمل الدبلوماسي في السياسة "، أن الدبلوماسية بحر لجب ليس من السهلبلوغ قراره أو ضفافه، وليس للدبلوماسي أن يتوقف عن الغوص في أعماق هذا البحر لاستخلاص ما يمكن استخلاصه وتعلمه، ثم ليضع ذلك في خدمة بلاده.
وخلال خدمتي في السلك الدبلوماسيالعراقيكنت أبحث في المكتبات العربية أولاً عن مصادر تعين الدبلوماسي في أدائه لهذه المهنة المعقدة، ولكن للأسف فإن مثل هذه المصادر نادرة في المكتبات، والجيد المفيد منها أكثر ندرة، فعمدت عام 1984 بوضع كتاب عن العمل الدبلوماسي، نوّهت عنه في مطلع هذه المقدمة وضمنت بحثي معطيات تساعد الدبلوماسي الحديث مباشرة خدمته، بل ومفيدة حتى للمتدرجين.
كيف يعمل الدبلوماسي الذي يصل إلى سفارة بلاده ليقوم بالخدمة الدبلوماسية ؟
إذا كان الموظف مبتدئ درجات الرتب في الخدمة الدبلوماسية، فلعله إن (أداة شرطية غير جازمة ..!) بذل جهداً ليتعلم أصول العمل الدبلوماسي مع مطالعة ودراسة مستمرة لا تنقطع، فلعله سيتعلم أسرار هذه المهنة ويتعرف على أصولها. وهذا الكتاب الذي نقدمه اليوم إلى الدبلوماسيين العرب الشباب منهم والمتدرجين، وكلّي أمل أن يساهم في التعرف على زوايا هذه المهنة، ووجدت في هذا الكتاب ما يلبي تلك الرغبة في التعلم والاستفادة، وتقديم خدمة ممتازة لبلاده.
لقد قمت بإهداء هذا المجهود المتواضع إلى الشهيد الأول للدبلوماسية العربية الإسلامية، إلى الشهيد السفير الحارث بن عمير الأزدي، وهو سفير الرسول (ص) إلى أمير بصرى، وقام بقتله أحد المشركين في الكرك(مؤتة) قبل بلوغه إلى هدفه. وإني في ذلك أسوق عبرة للدبلوماسيين العرب في حرص المبعوث على واجبه وأداء مهمته، كما وجدت من الضروري التنويه بأعمال عظيمة لدبلوماسيين عرب ومسلمين قاموا بخدمات جليلة في مجال الخدمة الدبلوماسية، وأسهموا بدرجة لا يمكن تجاهلها في الكتابة والبحث في علوم الخدمة الخارجية وفي مجال البروتكول فهناك عشرات الأعمال يعود تاريخياً إلى ألف عام وربما أكثر..
وأجد أنه لا بدّ من الإشارة إلى أني قد اقتطعت فقرات من الكتاب التي تتناول موضوعات لم يعد لها تأثير في ميدان العلاقات الدولية، بل هي جزء من التاريخ الدبلوماسي ولعل مكانه في غير هذا المكان، كما أني ولمبررات عملية وجدت ضرورة التصرف في بعض مقاطع الكتاب، وبالإجمال فقد تصرفت بالترجمة بما يوفر أقصى قدر من الفائدة.
كما فضّلت إبقاء كلمة البروتوكول بلفظتها اللاتينية بسبب شموليتها، فيما قد يتجه النظر إلى معنى آخر للبروتوكول وهو المحضر، فيما أن المعنى الحقيقي لمادة الكتاب هو : المراسم الدبلوماسية، ولكنّي فضلت إبقاء اللفظة اللاتينية لا سيما وأن العديد من وزارات الخارجية في الدول العربية يطلقون على دائرة المراسم بدائرة البروتوكول، فيما تطلق عليها دول أخرى اسم دائرة التشريفات، وهي تسميات غير دقيقة بنظري، ودائرة المراسم هي بتقديري أقرب إلى الصواب.
ما هي الدبلوماسية، وما هو البروتكول .....!
نسمع ونقرأ أن شخصاً أو جهة ما تعاملت مع شخص أو هيئة معينة بدبلوماسية مع أنهم من غير العاملين في السلك الدبلوماسي، ولكن كناية أن التعامل كان مهذباً راقياً ومراعياً للأصول الاجتماعية وقواعد التهذيب العامةيهدف إلى التوصل لحلول مرضية لجميع الاطراف.
البروتكول كلمة مشتقة من اللغة اللاتينية تعبر عن مفهوم واسع نسبياً. فهي قد تعني أدب الحديث والمخاطبة، وأدب المجالسة والتعامل، كما قد تعني الاتفاقات التي تلحق بمعاهدة سابق وأن أبرمت بالأحرف الأولى في وقت سابق، أو تلك التي جرى إقرارها بصفة قاطعة بين الأطراف الدولية، يطلق عليها أيضاً بروتكولات، وقد تطلق أيضاً على محاضر جلسات قانونية، كما تطلق على قواعد العلاقات بين الدول وممثليهم من الدبلوماسيين بالبروتكولات الدبلوماسية، وهناك قواعد متفق عليها بمعاهدات بين الدول للتبادل الدبلوماسي، أهمها وأقواها نفاذاً اتفاقية فيينا للتبادل الدبلوماسي والقنصلي الموقّعة عام 1961 في العاصمة النمساوية ومنها أخذت اسم التعريف بها.
بيد أننا سنحاول عرض البروتكولات بوصفها أصول التعامل بين الأفراد والبعثات، والهيئات الممثلة للمصالح الخارجية، لا تنحصر على درجة عالية من التهذيب، والتهذيب بين الدبلوماسيين فحسب، بل في معرفة للأصول والآداب الاجتماعية وحسن التصرف، وهي مفيدة لجميع الفئات الاجتماعية والوظيفية والعمرية، واتقان الأصول قد يؤدي بالرجل أو المرأة إلى مراتب عليا في الوظائف المرموقة، إضافة أن الشخص المهذب حلو المعشر والحديث، جم الأدب وواسع المعرفة والثقافة هي من عوامل النجاح الاجتماعي، بعكس من يعرف عنه قلة التهذيب والصلافة وما إلى ذلك من صفات غير محببة لدى الأوساط الاجتماعية والثقافية في المجتمع.
وقد اهتمت الثقافة العربية الإسلامية بدرجة كبيرة جداً بأدب المجالسة والمحادثة والتعامل، واهتمت بدقائق تلك الأمور لدرجة التفاصيل. فلدينا مؤلفات كثيرة في هذا مجال الدبلوماسية والمراسم (البروتكول) في مقدمتها أعمال الجاحظ، والماوردي وابن خلدون وأبو حامد الغزالي، وابن الفراء، سواهما كثير، بل وجدنا مؤلف عن أدب الجلوس على مائدة الطعام لكاتب عربي أبو البركات الغزي الموسوم (أدب المواكلة).
والبروتكول وإن وضعت له أسس عامة، إلا أنه ما يزال يعتبر اجتهاداً، تذهب إليه الدول والأفراد بحسب التقاليد والعادات والأعراف الاجتماعية والسياسية لديها، والبروتكول قد يتطور بمرور الزمن، فتزول تقاليد وتحل أخرى، والمبدأ الذي يحكم هذه التطورات هو تبسيط العمل وتجاوز مع اعتبار تكاليف لا داعي لها.
وينظر أحياناً سادة ودبلوماسيون مهذبون من الجيل الذي أوشك أن ينقرض، أن تلك التقاليد رصينة، تحفظ منزلة المتجالسين والمتحادثين، وتنظّم أصول المحادثات بين الدول والأشخاص بما يحفظ على الأرجح مكانة متكافئة من جهة التمثيل، كما أن اللياقة السائدة هي مقدمة العلاقات التي يسودها الاحترام. بيد أن الرياح تجري باتجاهات عديدة، وليس دائماً كما يشتهي الربابنة من فلاسفة علم الأخلاق والتهذيب، ومن يدعو إلى سمو اللياقات بما في ذلك شكليات العلاقات، وما يتبعها من مجالسات ومحادثات، ودعوات، واستقبالات، واحتفالات، وزيارات.
وقد اطّلعنا شخصياً على بوادر هذا الانفتاح وتجاهل صرامة البروتكول، فسفير دولة عظمى مشورة بصرامة تقاليدها الدبلوماسية يستقبل سفيراً آخر وهو يرتدي قميص بنصف كم، وبدون ربطة عنق، وعندما خاطب سفير الدولة العظمى كما يدور عادة : سعادة السفير، أجابه السفير نادني بيتر رجاء ( please Call me Peter)، فغر السفير الضيف فاه باستغراب شديد، ولكنه مع ذلك لم يستطع لشدة تعلقه ببروتكولات المحادثة تلبية رغبة مضيفه سفير الدولة العظمى ..!
ولعلنا نشاهد اليوم رؤساء يصحبون ضيوفهم من أقرانهم إلى نزهة في حديقة، وهما يرتديان ملابس خفيفة، وهو ما كان مستحيلاً إلى ما قبل عقود قليلة. فهو إشارة أن الزمن قد تجاوز الصرامة والتشدّد في البروتكول، ولكن المحادثات السياسية والدبلوماسية اكتسبت عمقاً أكثر في جوهر المواضع التي يدور التباحث حولها، وصارت اللجان الفنية المصطحبة للوفد السياسي هي من يقرر مصير المحادثات ونتائجها النهائية.
ومع أن الدبلوماسيين المعاصرين يميلون إلى التخفيف من القيود الدبلوماسية في لقاءاتهم وحفلاتهم، بيد أن البروتكول يبقى الدليل المرشد للسلوك السليم الخالي من العيوب، واحتمالات النقد، والهفوات التي تستحق الاعتذار.
ولهذه الأسباب وغيرها، فإن تعلم الإتيكيت والبروتوكول يزيد في ثقافة المتعلمين، ويرفع من مستوى تعاملهم اليومي في المجتمع في عالم اليوم، ومن الرائع حقاً أن يشاع عن رجل أو امرأة أنها بالغة التهذيب والأدب، وتحسن استقبال ضيوفها والتحدث معهم وإنجاز أعمالهم، والحديث مع شخصيات كهذه متعة لا تزول ذكراها على مر السنين.
وهذا الكتاب هو مفيد لكل الفئات ولكل الأعمار، رجالاً ونساء، دبلوماسيون أو غيرهم، وهو المرشد للسلوك الصحيح، الخالي من احتمالات الخطأ، أو تأويله. وبهذا المعنى، فهو دعوة ليس فقط للقراءة، بل للتطبيق في الحياة، الاحترام، والاحترام المتقابل خير وسيلة للتعارف وإدامة الصداقة، وخير ما يتحلى به الإنسان ليكون سلوكه مقبولاً بصفة عامة، وهو ما سيفتح له الطريق للتقدم.
وختاماً لابد لي من الإشارة أن الإنترنيت اليوم يوفر الكثير من المعلومات والمراجع والمصادر ولاسيما في مجال الملابس وما ينبغي أن يُرتدى، وخدمات أخرى كثيرة. إذا كان هذا الكتاب مفيداً، وآمل أنه كذلك ... وهو السبب الحقيقي للجهد، فسيكون ذلك من دواعي سروري.
نتمنى للجميع النجاح في الحياة الاجتماعية والعملية

إرسال تعليق