من إشكاليات الحركة الإسلامية

مشاهدات


 

عبد المنعم إسماعيل

من أخطر إشكاليات بعض اتجاهات الحركة الإسلامية المعاصرة محاولة تطويع التراث والتاريخ لخدمة محدثات مفاهيمها للواقع المعاصر وتتم هذه المهمة من خلال :

تسويق الاستسلام للقادة المعاصرين وجعلهم يقومون في الأمة مقام من تنزلت فيهم النصوص أول الأمر وبزعهمهم هؤلاء نزل فيهم النص وهم المعاصرين منهم الذين وقع فيهم الفهم .

فخصوم الإسلام عندهم على نوعين :

- الأول من خاصم من نزل فيهم النص

- الثاني من خاصم من جمع فيهم الفهم الحقيقي للإسلام بمزاعم السابقين حققوا الأصالة والمعاصرين عاشوا المعاصرة التي جعلوها ندا لتراث خير القرون .
 
ومن هنا بات هذا الصنف اشد خصوم الفكرة السلفية الرشيدة التي تؤمن بصحة فهم القرون الثلاثة الأولى للإسلام مع عدم غلق باب الاجتهاد بضوابطه التي تقبل المتغيرات التي تصون الثوابت .

لذا تتعرض الفكرة السلفية الرشيدة والمنهج السلفي بعمومه لغارة متوالية ومتتابعة بعد تشويهها من جانب وتزوير حقيقتها من جانب آخر ودمج صوابها بأهواء الآخرين ليتم توفير علل الهدر لقيمة التراث السلفي والرؤية السنية العتيقة المرتبطة بخيرية القرون الثلاث.

ومما يوفر علل العداء لخصوم الفكرة السلفية الرشيدة وقوع بعض الأحداث التي يجعل منها دعاة الانقلاب على التراث او جعله حصريا ملك فهم قادتهم او منظومتهم الضيقة التي هي جزء من الأمة لكنهم يرفضون الا جعلها الوريث الحصري لعموم التراث الأمة والله المستعان .
 
ويقوم بتقوية هذا الشعور بأحقية واختزال الفهم وقوع بعض الأحداث بين مفردات الحق ومفردات الباطل حينها يسبح دعاة الاختزال لتسويق فكرة المظلومية وجعل الولاء على الفكرة والرؤية في مسألة محددة تعتبر احد أركان الايمان او احد اسباب الكفر للمعارض لها ومن ثم يتم توفير متوالية الاستهلاك للجهود التي لن تغير شيئا الا اشكال البكائين على واقع ساء بسبب هجر ثوابت التراث الذي هو اسبق من رؤيتهم او ميلاد فكرتهم والله المستعان .

 
مصر
قرقيرة
2020 . 11 . 23

تعليقات

أحدث أقدم