العنف بهوية القتل...تنوع الاساليب وبشاعة التنفيذ ؟

مشاهدات


أمير البركاوي


نحن نعيش في مجتمع متماسك البنية في تكوين عائلة مثمرة للمستقبل وان حدثت بعض حالات العنف فهي بنسب ضئيلة لكن اليوم بدأت تظهر جرائم عنف بشعة داخل العائلة التي هي نسيج متكامل واللبنة الاساس لتنشئة الاجيال الى شباب المستقبل وقادة البلد.


جرائم العنف القاتلة التي ارتفعت مؤخرا لها عوامل محفزة لنمو هكذا عنف في العائلة ولهذا اعددنا هذا التحقيق لمعرفة اسباب ارتفاع جرائم العنف القاتلة وخاصة في الوقت الحاضر وما رافقة من اجراءات للسلامة الصحية والحظر الوقائي من جائحة كورونا وما  تأثير ظاهرة العنف  على المجتمع وما الخطوات التي يجب ان تتخذها الجهات المعنية للحد منها.


ازمات متوالية

التقينا بالدكتور حسنين جابر الحلو الاختصاص تدريسي والاختصاص في فلسفة المجتمع حدثنا قائلاً : في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع  في وقع متسارع من جائحة كورونا ، نلحظ الأزمات المتوالية على الفرد نتيجة الضغط النفسي لعدم وجود الترفيه ، ونتيجة الضغط الاقتصادي لعدم وجود عمل ، ونتيجة الضغط الاجتماعي بسبب التباعد ، ولايام طوال قضاها الفرد في حجر قهري من أجل السلامة الصحية


ويضيف الدكتور حسنين  الحلو قائلاُ :  نجد هناك مواطن انفلات حصلت في مجتمعنا كان بطلها "العائلة" وللاسف الشديد ، فبعضا من الرجال وقف أمام هذه الأزمات كالطود محافظا على عياله على الرغم من المواجع ، والآخر "لا" تجده انفلت وهو يضرب ابناءه ويعنف زوجته لاتفه الأسباب،  وهذا موجود ولمسناه من خلال مواقع "التواصل الاجتماعي" ، قتل وعنف ، المرأة من جانبها قدمت ما عليها والرجل كذلك ، ولكن ان تصل الأمور إلى اعز شيء واقدس شيء وهي "العائلة" هذه الطامة الكبرى


ويسترسل لنا الدكتور حسنين الحلو في حديثه فيقول : ان ما يمر به الفرد جعله ينفجر ، فالدارس المتعلم يستخدم نظرية التحدي والاستجابة حتى يحل المشكلات ، وأن كانت أعظمها،  لابد أن يتحلى بالشجاعة ويفكر خارج الصندوق ، لكي يبين لشركائه انه قدر المسؤولية،  وهي الكلمة الحاضرة الغائبة في حياتنا ، لو كانت حاضرة لعرف الزوج والزوجة الحقوق والواجبات في وقت الشدة والرخاء،  ولما كان هناك منفذ لاختراقهما ، ولسارت الحياة بشكل طبيعي انسيابي ، بمعنى الاشتغال على الممكن في حالة العسر ، لأن الحياة دائمة التبدل ولاتستقر على حالة واحدة ، عندها سيتلاشى  مفهوم العنف ، ويحل مكانه السلام ، لأن العنف الذي شهدناه من قتل النساء والأطفال وتشريدهم ماهو الا نقطة يأس في حياتنا،  متى ما وصل الانسان إلى فهم نفسه وقدراته سيخرج من المأزق بأمان وكما قال سقراط:  "اعرف نفسك"  ، نعم يجب أن نعرف ونفهم متى  نصل إلى نقطة المعرفة التي يتم من خلالها كل خير،  وأخيرا أقول: ان كورونا وقتية وستنتهي،  ولكن المواقف التي تبقى نقاط مضيئة في حياتنا العائلية ، ورفع شعار كلا للعنف هو المرتسم الذي يجب أن يسود .


انتهاك الحقوق

 توجهنا الى المفوضية العليا لحقوق الانسان مكتب النجف الاشر حيث التقينا   فراس الدهان مسؤول ملف المراة  والطفل تحدث لنا قائلاً : المفوضية العليا لحقوق الانسان تعد هذه الحلات البعض منها ينطوي تحت قانون العقوبات العراقي  والبعض منها يعتبر انتهاك لحقوق الانسان في حالة وجود انتهاكا واضحا فيتم تشكيل فريق للتقصي لأي حالة انتهاك لحقوق الانسان  ولاحضنا  في الاونه الاخيرة  زيادة ظاهرة العنف الأسري في المجتمع العراقي ولابد أن نوضح أن هذه الظاهرة هي جديدة ودخيلة على الشعب العراقي خاصة فيما يتعلق في قتل الآباء لأطفالهم وانتشار حالات التعذيب الجسدي للاطفال وبطرق بشعه أو استغلالهم في التسول وغيرها من الامور ولاحظنا في هذه الفترة الأخيرة كذلك   تزايد حالات العنف الأسري بين الأبوين وتصل الى القتل المتعمد لاحدهم أو  التعذيب الجسدي.


عوامل مسببة

 ويشير فراس الدهان الى جملة من الاسباب التي ادت الى زيادة حالات العنف منها :

1. عدم وجود قانون مناهضة لعنف الأسري  فما يزال القانون ينتظر موافقة مجلس الوزراء لتقديمه الى مجلس النواب ليأخذ طريق التشريع 


2. ضعف الحالة الاقتصادية للأسرة قد لا يتمكن الرجل من توفير متطلبات العائلة الاساسية لهم فيجب على الحكومة أن تتبنى سياسه اقتصادية تساعد في تحسين دخل الاسرة

3. انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات التي تعتبر من عوامل زيادة ظاهرة العنف الأسري  فيجب على الجهات ذات العلاقة انزال اشد العقوبات لمتعاطيها 

4. الزواج المبكر  احد الاسباب فقد يكون عمر أحد الزوجين صغيرا  مما لايتناغم  مع اطباع الحياة الزوجية فبالتالي يعتبر سبب لهذه الظاهرة أو الطلاق 

5. زواج الرجل من عائلة ميسورة والبنت من عائلة بسيطة  أو العكس  فهذا فيكون هنا العامل الاقتصادي هو الأساس في العنف الأسري.


ضغوط اقتصادية

ازهر حامد الياس الناشط في حقوق الانسان تحدث لنا قائلاً : هناك عدة أسباب لزيادة العنف الاسري اغلبها اقتصادي كون كثيرين قد فقدوا مصادر رزقهم وخاصة الكسبة وهذا يؤثر بشكل كبير على الجانب النفسي فتظهر على شكل انفعالات غير محسوبة ، إضافة إلى أن الرجل العراقي عموما اجتماعي بطبعه فلم يتعود على البقاء في المنزل لمدة طويلة وهو معتاد على الذهاب لعمله وبعدها زيارة اصدقاءه واقرباءه وهذا يشمل فئة كبار السن أيضا اما الاطفال ونتيجة لعدم وجود متنفس لهم خارج المنزل وشعورهم بانهم ضمن زنزانة منزلية مما يجعلهم يميلون إلى العنف والشغب الأمر الذي يجعل الأبوين يلقون اللوم على بعضهم ويتطور الموضوع الى مشادة كلامية ومن ثم الى ضرب احيانا ، اما فئة المراهقين فهم الأكثر تضررا نتيجة حرمانهم من الخروج والتنفيس عن طاقتهم في الألعاب الرياضية مثلا والتسوق ، فجلوسهم في المنزل وانزواءهم والاكتفاء بالتواصل الافتراضي الإلكتروني ولفترات طويلة اثر على صحتهم النفسية وكذلك الجسمانية وخاصة فيما يتعلق بالسمنة


تواصل الكتروني

ويسترسل ازهر حامد الياس في حديثه لنا قائلاً : ان من   نتائج التواصل الالكتروني الغير منضبط هو بروز ظواهر اجتماعية غريبة عن مجتمعنا تتعلق بمراسلات بين الفتيان والفتيات المراهقات تبدأ بتعارف ومراسلات وصور وفيديوهات وتنتهي بابتزاز احيانا وهذا يفتح الباب أمام جرائم تعنيف وشرف كون المجتمع قيميا لا يتقبل ظهور الفتاة على وسائل التواصل الاجتماعي عموما حتى لو كانت محتشمة فكيف بها ان كانت دون ذلك ، 

ويشير ازهر حامد الى خطوة حل  قائلاً : تكمن الحلول  في إجراءات الدولة الفورية بحل جزء من الأزمة الاقتصادية وذلك بدعم الكسبة بمنح طوارئ ثابتة لحين انتهاء الازمة للتخفيف من الضغط النفسي الناتج عن الازمة ، كذلك إيجاد طرق تواصل إرشادية توعوية مع الأسر وتخصيص مرشدين نفسيين للسيطرة على المشاكل من خلال الاتصال وتفعيل دور الشرطة المجتمعية من خلال تخصيص أرقام ونوافذ للتواصل ، اما على المدى البعيد فيما لا سامح لو طالت الأزمة فيجب دراسة كل الأسباب اعلاه ووضع حلول حقيقية لها.


وقفة ورأي  

حوراء هادي ( طالبة جامعية ) تقول : اولا بسبب بعض العادات العائلية السيئة  على سبيل المثال اذكر منها عدم اعطاء مساحه لفتاة لتعبير عن رأيها وشخصيتها ممايجعلها غير مطيعه وتغلب عليها صفة العناد .


وثانيا اعطاء مساحه كبيره وحق لذكر في فرض رأيه وتدخل بشوون عائلته سواء كان زوج او اخ .


ثالثا عدم وجود علاقه وديه بين افراد العائلة الواحدة .

رابعا عدم اتباع الشريعة الاسلامية بطريقه صحيحه فاغلب العائلات يعتبرون دين ترهيب وليس ترغيب.

خامسا تناول المخدرات والكحول مما يجعل الفرد ليس بوعيه فيقول باعمال العنف وغيرها من التصرف .


اما الحلول لهذه  المشكلة .

التوعية الاباء وتطوير سبل التعامل والاتصال بينهم وبين ابناءهم للحد من المشكلات التي تؤدي الى العنف والجرائم.


رياض الزجراوي ( تربوي ) يقول : بالنسبة للظاهرة اهم مسبباتها 

١.الدولة ونظامها الفاشل كنت اقرأ عن بعض الدول ونظامها وان تكون هنالك خطة خمسية اي العمل لخمس سنوات قادمة ووضع الحلول والنهوض بالواقع المعيشي لافرادها ولكن للأسف نظامنا ودولتنا لم تاخذ ۿذا الموضوع بعين الاعتبار بسبب تحكم الاحزاب بمصالحها الشخصية فقط .


٢.ثبت لدينا ورأي الخاص ان حكم الاحزاب والتيارات فاشل واعتقد الحكم الرئاسي هو الانسب لبلدنا كونه متعدد الديانات والمذاهب .


٣.من ۿنا كانت المسببات لتدهور المستوى المعاشي للفرد العراقي كونه لم يوفر اهم متطلبات الحياة والعيش الرغيد فتعددت حالات الفقر بصورة ملفتة للنظر 

لم يجد الفرد التعليم المناسب ولا المستشفى الجيدة ولا القانون الذي يحميه ولا الوظيفة ولا الكهرباءاو الخدمات والخ من متطلبات الحياة بينما 


هذه الاسباب جعلت الفرد العراقي ذو نفسية شاذة ومتقلبة تغلب عليها العصبية وعدم الراحة لذالك كثرت حالات الانتحار وحالات الطلاق واصبحت الامراض النفسية لدى الفرد العراقي والقلق وغيرها من الامراض.

على الجهات المعنية اتخاذ جملة اجراءات وخطط عملية تحد من العنف الاسري بكل اشكاله والعمل على اطلاق حملات توعية وتثقيف في وسائل الاعلام المختلفة واستضافة المختصين والباحثين الاجتماعيين لدراسة خطورة هذه الظاهرة على المجتمع  من اجل مناهضة العنف بكل اشكاله في المجتمع والعائلة العراقية.

تعليقات

أحدث أقدم