انتهَت اللُعبَة

مشاهدات

 


ولاء العاني

لم يخطُر في خَلَدِها يوما أنها ستكون لُعبة بيد الغير رغم ذكاءها وفطنتها إلا أنه خدعها بكلامه المَعسول واخذ يُراودها حتى وقعت في شباكه واستسلم قلبها له . بدا كل شيء جميل ومُميز . عائلة مُحترمة لم تحصل مشاكل بينهم ويوما ما وهي تنظف رفوفا في زوايا البيت البعيدة وقع نظرها على صندوق خشبي مُتهالك أثار فضولها . تركتهُ في مكانه دون أن تفتحهُ فقد قاربت الساعة على منتصف النهار وموعد عودة زوجها من العمل وأطفالهُا من المدارس .


لم يُشغلها ما كان يحتويه لكن الافكار اخذتها بعيدا وسرعان ما إستعادت تركيزها . وفي الصباح خرج الجميع وكان اول ما فعلته مُحاولة فتح الصندوق لتجد قصاصات من صحف قديمة تتحدث عن جريمة قتل . لم يُعرف حينها من هو الجاني ولكن اثيرت الشكوك حول بعض الورثة ولم يثبت عليهم شيء ! أعادت قراءة التفاصيل مرات ومرات . قررت أن تنزل إلى المطبخ حيث الإضاءة أكثر وإذا بزوجها أمامها!


سحبها من ذراعها بغضب واجلسها على الكرسي وصرخ عليها قائلا انتهت اللعبة الان وسأحكي لك قصةٌ حدثت قبل 30 عاما ... كنتُ يومها طفلا صغيرا لم يُشعر بوجودي احد . دخل اثنان على ابي في المزرعة وكانوا مُلثمين لم استطيع التعرف عليهم . تشاجروا معهُ وكانت اكثر الكلمات التي تردَدت هي حقي من مال الإرث الذي أخذته إلى أن أخرج ابي سلاحه ولم افهم هل كان يريد الدفاع عن نفسه ام إطلاق النار عليهم ؟


ولكن احدهُم قتلهُ وفروا مُسرعين . لكن هذا عمي ! نعم هو عمي . اباك ايتها المُحترمة هو الذي فعلها . كيف عرفت انه ابي ؟


اجابها : من معطفه


شعرت يومها اني كبرت عشرات السنين وقررت الانتقام لكن لم أجد بُدا من التقرب لابنته والتودد اليها وايقاعها في شباكي ! لاتظني انك ضحية وانا الجلاد الان . كان الحقد يكبر معي وانا أرى ابوكم يُحيطكُم بحبه وانا حرمت من كل هذا فقد حطمنا بفعلته .


قالت له : كيف كان لك ان تفعل هكذا ... إلا تجد انه قرار غبي ؟

واطفالنا الم تُفكر ماذا سيكونون ؟

وان كنت صادقا فقد اختلط دم القاتل بالمقتول؟

ذهل من سؤالها ووقف بعصبية وقال : كان الانتقام همي الأول والأخير .

فقالت : إذن علينا فتح سجلات الجريمة من جديد لأني لن ارضى منك اتهام ابي!

قال : وماذا عني وانا كنت شاهدا على الجريمة . قد يكون ما قلت لكن سأسالك . لماذا كان ابي يحمل بيده السلاح الم تفكر انه قد تعرض مرارا وتكرارا للتهديد بالقتل ؟

قالت الزوجة : انتهت اللعبة فعلا كما قلت وسأفتح دفاتر الماضي ولن اتركك تهنئ بحقدك ...


رن جرس الباب . وعندما دخل أبوها بادرهُم بالسُؤال هل كل شيء على مايرام ؟

اقلقني اتصالك بُنيتي ولم يُعجبني صوتكَ وانتِ تقولي انا بخير .


عندها وقعت عيناهُ على قصاصات الصُحف القديمة ففهم ما جرى فقال : استطيع ان اقدر انك تتهمني بشيء لكن غاب عنك ان تتساءل عن السبب في سفر خالك المفاجئ بحجة الدراسة . رحل بعيدا وانقطع الاتصال بيننا من يومها واخذ معه دليل جريمته الوحيد معطفي الذي اعطيته اياه قبل يومين لأنه كان يشعر بالبرد . اضطررنا جميعنا للسكوت عن فعلته حتى لايلحقنا العار وتدخل جدك واتفق مع رجال الشرطة حتى قُيدت القضية ضد مَجهول .


ثم قال لابنته : هل تريدي الاستمرار معه ام لا ؟


انت من يُقرر حبيبتي ...

لاتبنوا قراراتكُم على استنتاجات وصُور مُتهرئة بالية لأنها قد تدفع بكُم الى خسارة كل شيء واهمها اسباب سعادتكُم والقلوب التي تحميكم باطار الحُب وتُطوقكُم بالحنان ...


تعليقات

أحدث أقدم