"الموصل تحت وطأت الفساد

مشاهدات



 أحلام طارق


مدينة الانبياء والحضارات والمساجد والكنائس 

مدينة القادة والإداريين وموظفين المستوى الأول في الدولة في كل مجالات الحياة والعمل الوظيفي والخدمي ...


مدينة هادئة مسالمة تجلس على ضفاف دجلة الخالد منذ الأزل،، تنام وتستيقظ على أصوات تكبيرات المأذن وقرع أجراس الكنائس تزهو بربيعيها المتجددين و اَهلها الاصلاء مدينة تمتد جذورها لآلاف السنين كل ما فيها من اثار و عمران و حضارة يفوح منها عبق الماضي مطرزا بنسمات التعايش السلمي بين الطوائف و الأديان و الأعراق والأثنيات المتعددة والمتنوعة منذ اقدم العصور بقومياتها العربية و الكردية والشبكية والتركمانية والجرجرية وغيرها من التنوع المجتمعي والديني الاسلامي والمسيحي والصابئة والايزيدية والكاكائية كلهم جمعهم حب الوطن وحب مدينتهم العريقة ..


حتى سقط العراق بيد الغزات الطامعين سنة 2003 بقيادة ( التحالف الأنكلوصهيوأميركي ) حيث بدأوا بمخططاتهم هذه بتفسيخ ذلك النسيج المتجانس وتفكيكه وإنحلاله تحت مسميات و تكتلات سياسية ودينية ومذهبية وطائفية وقومية وحزبية مختلقة مستوردة الهدف منها شرذمة وتمزيق وحدة تلك الألفة والتعايش السلمي لتصبح محافظتنا الحبيبة تحت حكم متعدد الجهات ، وأصبحت الموصل الحصة الأكبر من قبل الأعداء لتمزيقها و تفتيت اَهلها لتصبح فريسه سهلة ويبيعها الفاسقون في أسواق النخاسة بأي الأثمان وتسلم في أمرٍ دُبر في ليل لما سمي بدولة العراق اللإسلامية ( داعش ) سنة 2014 ، و ليبدأ تاريخ بشع جديد من القتل و الدمار فقتل الآلاف من اَهلها و هُجر قسم كبير آخر وتعرضت المدينة وأهلها لابشع حرب إبادة جماعية وتدمير بغية طمس هويتها التاريخية إستمرت  هذه الفترة أكثر من ثلاث سنوات .


أعلنت الحكومة المركزية بعد هذا التاريخ بدء معركة تحرير الموصل من سيطرة داعش بتاريخ 2016/10/17 استمرت عمليات التحرير لغاية 2017/7/9 وأعلن تحرير المدينة بالكامل من ذلك العدو اللعين لتدخل مرحلة اخرى من الإقصاء و التهميش وتقع نينوى في مستنقع الفساد الأداري والخدمي والمالي .


حيث خصصت لها مبالغ هائلة من المنظمات الدولية تكفي لبناء عشر مدن لكن للأسف سيطر الفساد والفاسدين وسراق المال العام ولم تحضى باي إعمار يذكر منذ زمن التحرير قبل أكثر من ثلاث سنوات لحد الآن سوى بعض الاعمال الترقيعية وذهبت تلك المبالغ بجعب محاصصات الفاسدين وبقيت المدينة ترزح تحت جور الفقر والدمار والتهجير ولاتزال تفتقر للعديد من الجوانب الخدمية على الأقل الملحة منها ك الصحية حيث المستشفيات مدمرة ولا أمل في بناءها أو اعادة إعمارها بالمقابل تم انشاء مستشفيات كرفانية تشوبها شكوك الفساد إضافة إلى انها لاتفي بالغرض نسبة لتعداد  سكان المدينة كذلك الجوانب المهملة الأخرى ك التربية والتعليم والمدارس المدمرة والجامعات والمعاهد لم يتم اعادة تعمير الكثير منها،، اما قطاع البلدية والطرق و الجسور و الماء والمجاري والبنى التحتية تم اعادة تصليحها بمشاريع غير رصينة وهشة واغلب هذه المشاريع تنفذ بواسطة شركات لا يهمها غير الربح على حساب مشاريع المدينة المنكوبة و اَهلها المتضررين ، 


اما الممتلكات الخاصة ك بيوت الناس واغلبهم فقراء دمرت بسبب داعش معارك التحرير خصوصا الجانب الايمن من المدينة ليس هناك اَي تعويض يذكر للأهالي ولازال الكثير في المخيمات تحت اوضاع مناخية وادارية مأساوية ولا امل من التفات الحكومة المركزية أو المحلية لإعادة إعمار المدينة بصورة جدية وبشكل جديد او معالجة ما يحصل من مزايدات بعض الجهات السياسية من بيع و شراء في الدوائر الانتخابية وتقسيم المدينة الى قطاعات انتخابية مزاجية مصلحية كي يسهل إقصاء و تهميش اهلها وشعبها المنكوب في الانتخابات المرتقبة لذلك نخشى أن تكون هذه الحيثيات قد دقت اخر مسمار في نعش المدينة المنكوبة .

نأمل من أصحاب القرار والشأن الحكومي أن يلحظوا هذه المتطلبات المشروعة والأنسانية...


تعليقات

أحدث أقدم