خبير اقتصادي: خيار الذهاب الى طباعة العملة لتفادي الأزمة المالية "إنتحار إقتصادي"

مشاهدات



محمد حمزة الجبوري / العراق



وصف خبير اقتصادي أن "الذهاب الى خيار طبع العملة المحلية لتفادي الأزمة المالية وتوفير سيولة مالية انتحار إقتصادي وسقوط مدوي للاقتصاد الوطني المرهق هو الآخر جراء مضاعفات اقتصادية فرضتها الحروب المتعاقبة والأزمات المتناسلة" ؛ لافتاً إلى أن" هذا الخيار المر ستكون له عواقب مروعة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافياً" ؛ مضيفاً أن" الإستمرار بالنمطية الريعية في إدارة الملف الإقتصادي سيتسبب في إنهيار مدوي تستمر تداعياته إلى عقود " متمنيا أن" يعي صناع القرار أن الحل يكمن في إيجاد مصادر لتمويل الموازنة العامة للدولة بعيداً عن النفط وتقلباته والشروع في تنشيط القطاعات الاقتصادية الأخرى زراعياً وصناعيا وسياحيا " 



الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ماجد مرهج السلطاني من جانبه "أعتبر خيار طبع العملة الذي يروج له إعلاميا خطأ من اخطاء الزمن الماضي المرير وخطأ يجب ان لا يتكرر حين قام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بطبع العملة وأصبحت نسبة التضخم عالية جدا، ما تسبب بانهيار إقتصادي جلل ولازالت اثاره ليوم الناس هذا تضرب اطناب البلاد اقتصاديا واجتماعيا وثقافياً" ؛ داعياً "المروجين لهذا الخيار إلى العودة إلى الصواب وعدم إطلاق الترهات والحديث بلا علم ودراية لأن هذا الخيار بمثابة قنبلة هيدروجينية ستحرق الاخضر واليابس ولات حين مندم" .


وفي سياق متصل أشار الكاتب والصحفي المعروف زيد الحلي أن " العراق في الوقت الحالي لن يتجه الى طباعة عملته ، تخلصا من الضائقة الاقتصادية والمالية اتي يمر بها ، فقيام الدولة بطباعة عملتها اعتباطاً ، بشكل لا يراعي النمو الإقتصادي فيها  يؤدي إلى زيادة الطلب بصورة كبيرة، وهو ما لا يستطيع المنتجون الإستجابة إليه بالسرعة المطلوبة، ويؤدي لحدوث أرتفاع هائل في الأسعار، مسببا مزيدا من إفقار المجتمع ، ويقود بالتبعية لفقدان الناس الثقة في العملة التي هي عمود الإقتصاد الوطني" ؛ وتابع قائلاً " 

في هذه الحال، يضرب الاقتصاديون المثل بدولة زيمبابوي، حيث وصل التضخم فيها لأكثر من ستة آلاف مليار مليار، وتمت طباعة أوراق نقدية قيمة الواحدة منها 100 مليار وما فعلته زيمبابوي لإحداث هذا الإنهيار هو قيامها بطباعة عدد لا نهائي من العملة، وتوزيعه على المواطنين، وزاد الطلب بصورة كبيرة، ولا معروض ليلبي الطلب المتزايد، ففقدت العملة قيمتها بشكل كامل تقريبا، وفي عام 2009 تم التوقف عن استخدام عملتهم وبدأوا باستخدام عملات دول أخرى" ؛ معتبراً أنفقدان الناس ثقتهم في العملة ، يحدث موجة من التشاؤم تؤدي إلى أن يقوم الناس بالتخلص مما لديهم من هذه العملة وشراء عملات أجنبية، وهذا الامر يتجه إلى مزيد من إنخفاض العملة ، ما يؤدي في النهاية إلى انهيار قيمتها ومن ثم الانهيار الاقتصادي" .

تعليقات

أحدث أقدم