كذاب العصر ...

مشاهدات



نزار العوصجي


يقول الألماني جوزيف جوبلز مهندس ماكينة الدعاية الألمانية لمصلحة النازية وأدولف هتلر : « اكذب ، اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس » ويبدو أن هناك من لا يزال يحمل الشعار نفسه ، وفي مقدمتهم كذاب العصر نوري الهالكي الذي يظن أنه أذكى من جميع الناس فيروج لهم ما يرغب أن يستمعوا إليه من حديث طائفي حتى وإن حدث بعدها ما هو عكس ذلك تماماً ...


حدث هذا كثيراً في ساحتنا العراقية خلال الفترة الماضية ولا نستثني منهم مسؤول حكومي او سياسي فكلهم سواسية ومعظمهم يحمل الفكر الوصولي نفسه فالغاية تبرر الوسيلة ولأن وسائل الإعلام هي وسيلة مثالية لمن أراد تغيير واقعه وتجميل حقيقته فلا بد من استغلالها أسوأ استغلال ...


اندثر جسد صاحب المقولة لكن العمل بها لم يندثر بعد ان تبناها وطورها كذاب العصر نوري المالكي بحيث جعلنا نشم روائح الكذب منتشرة بمجرد وجوده ونظن إنه عندما تفوح رائحة الكذب سيخجل الكذابون امثاله ثم تتكرر الحالة مرات ومرات حتى تعودت الأنوف رائحته وصار طبقا رئيسا على الموائد في كل لقاء بعد أن كان طبقا جانبيا يعتمده السياسيين في العراق ...


كانت مدارس الأعلام تسخر من هذه النظرية على اعتبارها من مدرسة هتلر وتدرس الإعلام على انه وضع الحقيقة امام أعين الناس والناس يحكمون ويجب إيراد كل خبر بدون انفعال وبلهجة محايدة جدا وهذا ما يفعله كذاب العصر بشكل دوري ومستمر ... 


أصبح الإعلان الموجه يشكل خطرا على مسارات الأمة ولا يخدم مصالحها غالبا خاصة عندما يكون موجها من قبل أناس لهم مصلحة في التأثير على مجريات الأمور أو هناك حقد بين فئة واخرى وبالتالي يتم تسخير الأصوات والعقول لتغير اتجاهات الرأي العام حيث ينتقل المتلقي من كونه إنسانا ذا عقل يفكر ويحلل لكي يصبح دمية يحركها شخوص لا يمتلكون من الحياء شيئ ...


نظرية جوبلز في الكذب لو لم يخترعها لوجد ألف يخترعونها من دون تصريح بذلك وعلى رأسهم كذاب العصر نوري الهالكي ومن هم على شاكلته فقد جعلوها معروفة بعد ان وضعوها في الإطار الحقيقي للتطبيق أمام خلق الله البسطاء ...


وبما إن الإعلام فقد مصداقيته وهو يدخل كل بيت تُرى ماذا يفعل المتلقي ؟


لا شيء سوى وضع فلتر لعقله خاص ودقيق لكي يستطيع ان يميز ما بين الحقيقة والكذب الذي اعتمدوه هؤلاء الاوباش ...


لله درك ياعراق الشرفاء ...

تعليقات

أحدث أقدم