بين جيلي وجيل أبي

مشاهدات



عبدالله خالد الفلاحي 


عادةً ما نسمع كبار السن وممن زادونا بعقوداً من الزمن وهم يوبخون جيلنا وينعتوه بالفشل ، ويعدونه المسبب الرئيسي عما اصاب المجتمع من انحلال وضياع ، واننا بحسب منظورهم جيل تافه لا يفقه من قوانين الحياة شيء ولا يتعدى فهمنا الاجهزة الالكترونية  والالعاب والترفيه ، 

وفي الحقيقة يبدوا انه كلامٌ مقنع بعض الشيء وخاصة اذا ما نظرنا الى الموضوع من جانب واحد فأننا سنشعر بأنهم على حق وأن كلامهم عين الصواب ، ولكن اذا نظرنا للموضوع من جانب اخر سنجده يختلف تماماً .

فالحقيقة اننا لسنا كما يظنون او حتى اذا كان البعض كذلك فلم يأتي فشل البعض من جيلنا من فراغ بل تقف خلفه عشرات المسببات التي دفعت به ليصل الى هذا الحال .

فما اعرفه عن جيلنا ربما يجهله كبار السن او لم ينتبهوا اليه ، فنحن جيل مسلوب الحرية بكل ما تحمله الحرية من معاني واصناف بدءاً من حرية العيش انتهاءً بحرية الرأي وما بين الحريتين كل الحريات مسلوبة ، ثم اننا جيل مسلوب الترفيه والامان والطمأنينة ، جيل لم يرى من الحياة حتى ابسط حقوقه جيل لم ينعم بالعيش الكريم ولو لساعات من الزمن جيل لم يسلم حتى  من الحروب والاوبئة ، 

انا اعي تماماً على ماذا تحسدون ..

انكم تحسدونه على الموبايل والانترنت والتكنلوجيا التي لم تنوفر في جيلكم ، لكن لم ولن يغني الموبايل ولا الانترنت عن العيش الكريم ولم يكن يوماً له بديل ..

فنحن من لنا الحق ان نحسدكم ..، 

نحسدكم على اياماً قضيتموها وانتم تنعمون بالامان والطمأنينة اياماً لم ينقطع املكم فيها كما انقطع املنا ، اياماً عشتم بها بكرامة وكبرياء ..

فماذا ترتجون من جيل مكتوف الايدي معصب العينين مككم الافواه ، جيل مورست عليه كل اللعبات الخبيثة جيل عرض بمزاد السراق ، جيل ليس هناك حرمة لدمه ولا لماله ولا لحقوقه ، جيل لم يعرف من شبابه الا الاسم فقط..

نعم هو جيلنا ذلك الجيل الذي لو جسدت معاناته بفيلم لأصبح فيلم رعب ربما تخاف مشاهدته الاجيال القادمة الذي نتمنى ان يعيشوا بحال افضل من حالنا ...

فكفاكم توبيخاً وذماً وشمروا على سواعدكم وابدأوا بأصلاحه و كونوا عوناً له ولا تتركوه يواجه كل هذهِ التحديات بمفرده كونوا ناصحين واردموا الفجوة بينكم ..

فلا يزيد ذمكم لجيلنا الا نفورا  منكم ...

تعليقات

أحدث أقدم