الثقافة العنصرية الأمريكية

مشاهدات

 


ضرغام الدباغ

صناعة السينما متقدمة في الولايات المتحدة الأمريكية وشركات السينما تربح مبالغ طائلة من هذه الصناعة ولكن إلى جانب ذلك فالأفلام السينمائية تعبر بدرجة كبيرة عن الثقافة الأمريكية السياسية السائدة ويحتمل في بعض الأحيان القليلة أن يكون محتوى الفلم تقدميأ أو ينطوي على محتوى إنساني ولكن هذا الاحتمال يتراجع بمرور السنوات لسببين :

الأول : أن الحكومة الأمريكية أدركت ما للسينما من تأثير في أذهان المتلقين في العالم . فسعت إلى السيطرة على الاتجاهات الثقافية للسينما الأمريكية .

الثاني : دخول التكنولوجيا في الصناعة السينمائية فصار بالإمكان إنتاج أفلام الخيال العلمي والأساطير والخرافات وأفلام ذات مستوى تكنيكي عال وتغاضى الجمهور عن الأفلام الهادفة بنسبة كبيرة .

ولكن ستوديوهات ومعامل الأفلام في مدينة هوليود ما زالت تنتج الولايات المتحدة الأمريكية في أفلاًماً بجودة فنية تضعها في مقدمة صانعي الأفلام في العالم . ولكن أي أفلام تنتج ...

المشاهد للأفلام يشعر أنه أمام قوة في العمل لجهة التصوير والإخراج والموسيقى وبالتالي سيستسيغ ويتقبل أي فكرة يراد منها إيصالها إلى دماغه ولتعشعش الأفكار الأمريكية ... والسؤال يطرح نفسه .. ما هي المادة الرئيسية للأفلام . والمنتج الأمريكي قد يعرضها ببراءة في المقصد ولكنه يؤدي في نهاية المطاف إلى تقبل الفكرة الأمريكية التي تفنن المنتج بعرضها بصوت موسيقى رائع وصورة بالألوان الزاهية والمناظر الجميلة والحركات البارعة والتمثيل المبهر ...

ــ افلام الويسترن ضد المكسيكيين لشرعنة سلب ولايات أمريكية كثيرة . في جنوب أميركا وضمها للولايات المتحدة .

ــ الغرب الامريكي ضد الهنود الحمر . لشرعنة فتح أميركا وإبادة الملايين من سكان أميركا الأصليين وإظهارهم أنهم متخلفون همج ويستحقون القتل ...

ــ رامبو ضد في قتال خيالي ضد الفيثناميين والروس وإزالة قتامة صورة الهزيمة في فيثنام..

ــ روكي الملاكم أسطوري الأبيض المتفوق قاهر السود والروس والجميع (مع أن كافة أبطال أميركا بالملاكمة وأنشطة الرياضة الأخرى هم من السود)

ــ أفلام القوات الخاصة الأمريكيين أسطورة القوة التي لا تقهر مع أن معظم عمليات القوات الخاصة الأمريكية كانت فاشلة.

ــ أفلام سارقي البنوك تمجيد للقوة والذكاء اللصوصي في تسليب البنوك.

ــ أفلام جرائم السجون يظهر أن السلطة محقة في حبس المجرمين (معظمهم من السود) ومعاقبتهم بقسوة.

ــ أفلام سوبر مان وباتمان وسبايدرمان ...

فهذه جميعها تنمي في الفرد الواحد القناعة والإقناع بأن الفرد قد يكون رائعاً ويقدم ما يعجز عنه مجتمع بأسره ولو أعتماداً على الكذب والخيال وهذا تدريب فني متقن طويل الأمد لعلم النفس النخبوي (Aliette) وليس لتربية البشر بأنه فرد من الجماعة (المجتمع) ومن نتائج هذه الثقافة العنصرية ما تشهده الولايات المتحدة من توتر شديد في العلاقات الاجتماعية واشتداد نزعات القتل والتسليب المسلح هذا يمارسه الناس في المدن وحكومتهم تمارسها على المجتمع الدولي .. وهذه نتائج تربية طويلة الأمد.

ولكن مع كل ذلك فالولايات المتحدة عندها شيئ تقدمه : سينما . موسيقى . جامعات اللغة الإنكليزية العالمية عدا معطيات الاقتصاد والصناعة ...ابتداء من تصدير الحنطة إلى الهواتف النقالة الآيفون إلى سفن الفضاء وكلها باهرة مع ذلك شعوب العالم ترفض الهيمنة وكون جهة دولية ما فلتكن أي دولة قوة عظمى أو صغرى وليكن لديها منتجات ممتازة وذلك لا يبرر لها نزعة السيطرة والهيمنة والعدوان وهناك في الحياة الدولية وسائل للتبادل السلمي للمنجزات الثقافية والاقتصادية أما الهيمنة وبسط النفوذ بالقوة وصولاً إلى الأساليب الاستعمارية فهي مرفوضة بشكل قطعي .

ولكن فكر عزيزي القارئ بالمقابل ماذا لدى إيران لتقدمه ...... عدا الأذى والخرافة والتخلف والنهب والحرامية والساقطين ..!

تعليقات

أحدث أقدم