المليشيات الولائية . حشد في النهار وداعش في الليل!

مشاهدات

 


هارون محمد

بات واضحاً ومعروفاً أن المليشيات الشيعية الولائية الإيرانية المحتلة للمناطق والمحافظات الســنيّة العربية تحت رايات (الحشد الشعبي) مكلفة بتنفيذ مهمات خطرة في تعاملها مع السكان الســنّة تجاوزت التهديد بالتهجير وفرض الإتاوات وشن حملات الاعتقال والملاحقات والسرقات وانتقلت إلى التصفيات الجماعية والإبادة البشرية في ظل حكومة رئيسها طائفي باطني من أتباع (التقية) يخاف من خيال عبدالعزيز المحمداوي (أبو فدك) ويرتجف هلعاً من نظرات قيس الخزعلي ويُغمى عليه مرعوباً من هادي العامري وينبطح صاغراً أمام أبو آلاء الولائي وأبو شبل الزيدي وسرايا الخرساني وبقية عصابات القتل والغدر والسطو، التي ترتكب جرائمها، وتمارس انتهاكاتها، وفقاً لفتوى مرجع الشيعة، علي السيستاني المسماة الجهاد الكفائي برغم تشويهها والتلاعب بمضمونها واستغلالها في البطش بالمواطنين الآمنين والأبرياء والخروج على القانون وسط تفرج نجل المرجع محمد رضا وممثليه البارزين : عبدالمهدي كربلائي وأحمد الصافي .

وعلى امتداد أكثر من خمس سنوات وبحجة محاربة تنظيم داعش الذي استورده نوري المالكي بعد أن أفرج عن قادته وكوادره من السجون وبالتعاون مع إيران والأمريكان وبجهود حثيثة من قاسم سليماني وبشار الأسد، كما لمحت رسائل هيلاري كلنتون، مع سفرائها ودبلوماسييها في المنطقة التي كُشف عن جزء يسير منها وما خفي كان أعظم فقد تعرض الســنة العرب في العراق إلى أبشع مشروع تصفوي استهدف هويتهم ووجودهم وبيئتهم وجغرافيتهم وانتهكت أعراضهم وسُبيت نساؤهم وقُتل مئات الآلاف منهم وغُيب عشرات الآلاف وتم الاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم وخُربت مدنهم وقراهم ولم تكتف فصائل الحشد الولائي بهذه الجرائم والانتهاكات كلها وإنما تغوّلت في محافظات الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وشمال بابل وأجزاء واسعة من كركوك حتى تفوقت في ممارساتها الإجرامية على جرائم داعش والاحتلال الأمريكي مجتمعة وأكثر وذلك كله يجري بالتواطؤ مع القوات الامنية والشرطوية المخترقة إيرانياً وأغلب ضباطها من (التوابين) والمسفّرين الإيرانيين الذين مُنحوا الرتب العالية بقرارات (الدمج) الحقيرة واحتلوا بموجبها المواقع والمناصب وأكبر رأس فيهم لا يعرف كيف ينظف مؤخرته في الطهارة؟.

وعندما ينبري سياسي وطني أو كاتب صحفي أو ناشط مدني في عرض الأوضاع الكارثية والحالات المأساوية في المحافظات السنية العربية ويدعو إلى انسحاب الحشد الولائي منها ووقف مسلسل القتل والتنكيل والنهب فيها يهب عملاء إيران وقد ملكوا المال والسلطة والسلاح ووسائل الإعلام في وقفة عدوانية يهددون ويحذرون ويدعون إلى خنق الأصوات بالذبح والكاتم والخطف والإخفاء القسري في مشهد علني من دون خجل وبلا خوف من القانون وباتوا فوقه وهم يفصلونه وفقاً لأمزجتهم وأغراضهم.

لقد ابتدعت المليشيات الشيعية الولائية في المناطق والمحافظات السنية قوانين خاصة بها أتاحت لها القتل العشوائي والخطف الجماعي والتسلط الدكتاتوري فهي في النهار حشد شعبي ينشط في مطاردة الناس واضطهادهم وسرقة مواردهم وفرض الضرائب والإتاوات عليهم وتهديدهم بالمادة (4 ســنّة) مدعياً أنه يعمل بتوجيهات السيستاني وتحت إمرة رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ولكن هذه الفصائل نفسها تتحول في الليل إلى داعش يضرب المواطنين ويغتال ضباطاً وجنوداً معظمهم سُــنّة وهذه الحقيقة يعرفها الكاظمي وفي مكتبه طن من الوثائق والتقارير وردت إليه من المحافظات المدمرة بالحوادث والأسماء ولكنه عاجز عن اتخاذ ما يلزم.

ومصطفى الكاظمي يكذب عندما يقول : لن نسمح بانحدار العراق إلى الاحتراب الطائفي وإلا ماذا يسمي ما حصل في الفرحاتية وقبلها في الرضوانية والطارمية والمشاهدة والتاجي والبقية تأتي تباعاً؟ وهو الذي يستخدم خطاباً مخاتلاً ويُسخّر إعلاماً مبتذلاً في التغطية على سياساته وقراراته والسكوت على جرائم وانتهاكات المليشيات الولائية الماضية في مشروعها التصفوي لملايين الســنة بتحد مكشوف وكأنه خضع إلى (التغليس) كما نصحه قيس الخزعلي في مناسبة سابقة.

إن مزيداً من المذابح والمجازر ينتظر الســنّة العرب وفي عقر بيوتهم ووسط ديارهم إذا ظنوا أن الكاظمي سيحميهم من مليشيات إيران وهو الذي لا يجرؤ على مجرد الحديث مع قادتها ولعلها من المفارقات المفزعة حول مجزرة الفرحاتية أن جهات أمنية وإفادات شهود العيان في المنطقة أبلغت رئيس الحكومة أن عصائب الخزعلي هي بطلة المجزرة الدموية والفاجعة ان جوابه كان (أدري)! هكذا ببساطة وبلا شعور بالمسؤولية أزاء أرواح أزهقت ونفوس قُتلت.

ليس أمام الســنّة العرب وهم يواجهون هذه الهجمات المليشياوية الولائية المنظمة غير الاعتماد على أنفسهم والدفاع عن أرواحهم وأعراضهم وأرضهم وهو حق شرعي وانساني وقانوني ما دامت الفصائل الايرانية مُصرّة على احتلال مناطقهم ومحافظاتهم وعدم الانسحاب منها وليكن ما يكون فالموت وقوفاً أشرف من ميتة الخطف والتعذيب والاخفاء والتغييب وعليهم أن ينسوا الكاظمي الذي يخدعهم بـ(خريط) الحكي و(مورفين) الكلام .

تعليقات

أحدث أقدم