أ . د عبدالكريم الوزان
(موت ياحمار) ، مثل شعبي يُردد في كثير من الأقطار العربية والدول الاسلامية وخاصة في مصر .
أصل حكاية المثل وفقاً للروايات، يعود إلى أن أحد الحكام قديماً ، رأى حماراً يدخل إلى بستانه، فأمر بإحضاره وقتله، لكن أحد الوزراء حاول إقناعه بأنه مجرد حمار حيوان لا يعقل، ولا يجوز إعدامه لفعلته هذه ، الا أن الحاكم أصر على موقفه لكي يعلّم الحمار القواعد الملكية!!، وللخروج من هذا الموقف، تقدم رجل وعرض على الحاكم ان يقوم بتعليم الحمار القواعد الملكية ، لكن بشرط أن يمنحه الحاكم مدة 10 سنوات وقصراً يعيش به من أجل اتمام مهمته، ووافق الحاكم على هذا العرض مقابل قطع رقبة الرجل حال فشله.
وهكذا خرج الرجل مسرعاً ليخبر زوجته بما حدث، فسألته عما سيفعل به الحاكم لأنه بالطبع سيفشل فى مهمته، فرد عليها قائلاً : " بعد 10 سنين إما يموت السلطان أو أموت أنا أو يموت الحمار"، وموت يا حمار"، ومن هنا بدأ تداول هذا المثل وتوارثته الأجيال(1).
العراقيون بدورهم يقولون لكل من يمني النفس ويروج لتقسيم العراق ، ( موت ياحمار ) ، فهذا البلد الأمين متشابك النسب و الأعراق والاصول ، وتجمعه أواصر لايمكن الفصل بينها ، كما يعتنق أبناؤه أديان سماوية ، وتجمعهم مصالح متشابكة ، وقوميات متصاهرة ذائبة ببعضها البعض منذ أمد بعيد.
ومهما ادلهمت الأمور وضاقت الدوائر واشتدت الأزمات فإنها لابد أن تنفرج ، وتأريخ العراق شاهد على المحن التي ألمت به وكانت أكثر فداحة وأشد إيلاما ، لكن لحمته عادت لتتسق من جديد .. فلاتفرحوا كثيرا أيها الأفاقون المنافقون فاقدو الغيرة و الذمة والضمير والوطنية ، ولاتمشوا في الأرض مرحا ، ومن يوغل في غيه ويوهم نفسه متناسيا وليس ناسيا ، فان الشعب سيرده بقوة الصاعقة بالقول.. ( موت ياحمار )!!.
1- بتصرف وتعريق ، رشا الشرقاوي، اعرف أصل المثل .. من أين بدأت قصة " موت ياحمار"
إرسال تعليق