ماذا يفعل الأثرياء اليوم

مشاهدات



كرم نعمة


لعالم الأثرياء سلسلة اقتصادية تنتهي أيضا بأولئك الأشخاص محدودي الدخل والضرر الذي يصيب الأثرياء يمس في النهاية الآخرين الذين يعيشون حياتهم بالكد والمطاولة.

ثروات محاصرة بأمر كورونا

منذ أشهر بات يتأمل خزانة ملابسه الفخمة دون أن تحرضه على الانتقاء أو التفكير بالتغيير فهو يرى المجتمع المحيط بأعماله وأمسياته مشتتا بل العالمَ برمته عاجزا عن ممارسة حريته.

تلك أزمة نفسية يعيشها أحد الأثرياء تحت وطأة الجائحة هذا الثري كان يعمل بأقل قدر من التفكير في شركة العقارات التي يمتلكها وقبل كورونا كانت الأمور تسير على ما يرام وما عليه إلا التمتع بعمله وحياته. اليوم كل شيء مقفل في وجه أعماله وعقاراته لا تدر عليه أكثر مما يبقيها قائمة لكن ذلك قد لا يشكل شيئا بالنسبة إليه إزاء الحجر الذي يعيشه في المنزل فإذا كان هو من أصحاب الملايين يدورعلى نفسه فإنه لايصعب علينا تخيّل حال أصحاب المليارات. إنهم بلا شك ليسوا سعداء بثرواتهم المحاصرة بكورونا.

في لندن عالم مخملي باذخ كان يستمر بالسهر في كازينوهات القمار حتى الفجر فجلسات الأثرياء محسوبة بدقة والصالات تعرف لمن تقدم خدماتها فطابق أصحاب المليارات غير طابق أصحاب الملايين في تلك الكازينوهات.

مدير إحدى الصالات صرح لي مرة بقوله إننا على استعداد لتقديم كل ما يطلبه زبائننا الأثرياء من أجل متعتهم لكن شرطنا غير المدوّن هو أن يلعبوا على طاولاتنا لأننا نعرف أن النتيجة تنتهي دائما لصالحنا كلما أنفقنا أكثر على خدماتنا.

كانت تلك واحدة من أهم متع الأثرياء التي قتلها فايروس كورونا وسؤال ماذا يفعل الأثرياء تحت وطأة الوباء؟ يبدو مفرطا في البطر للملايين الذين فقدوا أعمالهم ومصادر قوتهم ويعيشون الحيرة الجماعية المربكة.

لكن لعالم الأثرياء سلسلة اقتصادية تنتهي أيضا بأولئك الأشخاص محدودي الدخل والضرر الذي يصيب الأثرياء يمس في النهاية الآخرين الذين يعيشون حياتهم بالكد والمطاولة.

كورونا شلّ مواقع الأثرياء في العالم فموناكو مثلا بلا بطولة للتنس وعروض لليخوت الفخمة والأزياء الراقية مع ذلك يقول أحد المصرفيين لصحيفة فاينانشيال تايمز عندما يتأثر العالم بسبب كوفيد – 19 فلا يحق لنا أن نفرح لكن سنحظى بعام جيد للغاية فمبيعات شقق موناكو باهظة الثمن لا تزال صامدة .

صحيح أن الأزمة غيرت الأمور لكن الأموال تشجع على التفكير بطرق تكسر الأزمات فما حدث أخيرا كان عملية بيع استعراضية عندما تحولت بعض اليخوت في ميناء موناكو إلى مكاتب لعوائل أولئك الأثرياء ما دامت الفنادق الفخمة شاحبة.

بالطبع يوجد أغنياء غير رجال الأعمال وأصحاب العقارات والشركات هناك أثرياء من الرياضيين والفنانين والمشاهير لكننا لا نحصل منهم إلا على أمثلة سيئة على الأغلب لنرَ ماذا أجاب أحدهم على سؤال ماذا تفعل اليوم تحت وطأة كورونا؟ لا أفعل أكثر من الأكل وأنام كثيرا!

تعليقات

أحدث أقدم