تحذيرات أمريكية من عودة داعش الى العراق

مشاهدات




بالرغم من اعلان تحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في 2017 ، وإقامة الاحتفالات الحكومية بهذه المناسبة ، اذ تشير الحقائق الى ان هذه التنظيم لم يتم القضاء عليه فعليا ؛ حيث تشير التقارير الرسمية وشبه الرسمية الى عودة نشاطه الإرهابي في المحافظات العراقية غير الحدودية ، وفقا لتحديد قيادة العمليات المشتركة العراقية في محافظات الانبار وديالى وصلاح الدين، وتطرح عودة داعش وارتفاع مؤشر العمليات الإرهابية التي تنفذها خلال الأشهر الأخيرة  ، العديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابة ، وهل السبب في ضعف الإجراءات العسكرية والأمنية ، ام هناك خلل سياسي ؛ لاسيما تشبث القادة العسكريين بالسياقات القديمة ، واعتماد مبدا الانتشار العددي ، وعدم تنفيذ قاعدة غاس الأمنية (غياب الخوف -اختفاء التهديد – سيادة الاطمئنان ) ، وترسيخ الإجراءات المدنية ، بدلا من عسكرة المحافظات ، وإبقاء أهالي هذه المناطق في معسكرات النزوح ، ويسلط صقر للدراسات الضوء على هذه الظاهرة واليكم المستجدات والتفاصيل بشكل موسع :

  1. وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال قد حذر مسؤولون أمنيون أميركيون وغربيون، من قدرة تنظيم داعش على العودة مرة ثانية، رغم الهزائم التي تعرض لها، وذلك بسبب الاحتياطيات المالية والإيرادات التي لازال يحتفظ بها، ، ايضا ابتزاز السكان المحليين في الأماكن التي يوجد فيها ، ويتلقى دخلا من الشركات التي استولى عليها خلال فترة حكمه
  2. قال الجنرال “فرانك ماكينزي” ، المسؤول عن القيادة المركزية الأميركية في اغسطس: “ان الظروف الأساسية التي سمحت بظهور داعش لا تزال قائمة”، وأضاف ” يواصلون التطلع إلى استعادة السيطرة على بعض الأماكن، ولديهم القدرة على القيام بذلك في فترة زمنية قصيرة نسبيًا “.
  3. حذرت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية بعد تصاعد الهجمات في الأشهر الأخيرة، ، من أن داعش لديه أرض خصبة لاستعادة القوة المفقودة، ويشكك بعض المسؤولين الأميركيين في قدرة السلطات المحلية في العراق وسوريا على كبت التنظيم.
  4. قال “مايكل نايتس” احد الباحثين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي يقدم المشورة للحكومة الأميركية: “ان التنظيم لديه الكثير من البنية التحتية والمخزون. ولا زال يحتفظ في العراق بمخابئ أسلحة وقنابل ودراجات نارية وأشياء أخرى لازمة للضربات ، وفقا لنايتس
  5. نفذت القوات العراقية عدد من العمليات العسكرية منها عملية اسود الصحراء لمتابعة فلول داعش في المناطق الصحراوية القريبة من الحدود السورية لمنع التنظيم من الوصول الى محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى بعد ان استطاع ان ينفذ عدد من العمليات هناك .
  6. يعد تراجع دعم التحالف الدولي وانسحاب قوات التحالف من غالبية القواعد العملياتية التي كان يشغلها فضلا عن انسحاب قوات اجنبية بريطانية والمانية من العراق سبب في عودة نشاط تنظيم داعش الارهابي


تعليق

ترك فشل الحكومة العراقية 2014 في الحفاظ على الحدود السياسية للعراق اثراٌ كبيراٌ على الامن الوطني ، ويعود السبب الى قرار حل القوات المسلحة العراقية ، وفقدان الكتلة الحيوية الأمنية والعسكرية ، فضلا عن الارهاصات السياسية وفقدان وحدة الهدف ، ويعاني العراق من هشاشة السيطرة على الحدود العراقية ، مما يجعله مكشوفاٌ امام تسلل العناصر الإرهابية ، او ابرار هؤلاء الإرهابيين الى العراق من قبل دول أخرى  ، ولم يستدرك صانع القرار العسكري والأمني العراقي ، خطورة هذا المسلك الاستراتيجي الذي يؤثر سلباٌ على السوق العسكري العراق ، ويشتت جهد القوات المسلحة .

وتشير التطورات الى عدد من العمليات المبعثرة لتنظيم داعش الإرهابي ، وفي أوقات مختلفة متزامنة مع اضطرابات سياسية داخلية ، وأخرى متعلقة بالصراعات الدولية الإقليمية ، ومن الضروري ان يبحث القادة العسكريين عن التسهيلات التي حصل عليها تنظيم داعش الإرهابي للدخول الى العراق ، ومن هي الجهة المسؤولة عن المنافذ الحدودية وأطارها الأمني ، وماهي المنافذ الأقرب الى مناطق النشاط الإرهابي ، وماهي المعوقات والتحديات التي تمنع احكام الحدود العراقية سواء اللوجستية والعملياتية


تحليل

تشير التحذيرات الامريكية وفقا للتقارير الرسمية والاشارات الإعلامية ، وتصريحات المسؤولين العسكريين الى ان الحرب على تنظيم داعش الإرهابي لم تحسم بشكل كامل ؛ لاسيما موضوعة تجفيف منابع التمويل المالي، وحرمانه من العودة مجددا ، وقد ذكرت تقارير دولية تورط بنوك وشركات عالمية وافراد في التعاملات المالية مع التنظيم ، ومن المرجح ان التحذير مرتبط بعودة نشاط التنظيم الإرهابي والنشاطات المالية المشبوه ، وكما ذكرنا في دراسات عديدة لمركز صقر للدراسات (العراق ما بعد داعش) 2017 الى ضرورة اتباع الحوكمة في الجانب المالي ، وتشديد الرقابة والمتابعة ، وضرورة صياغة سياسات عامة صارمة ضد الفساد لتمنع عودة التنظيم ، وبدون شك الفساد هو الوجه الاخر للإرهاب

من الواضح ان هناك منطقة رمادية ما بين الواقع والتصريحات حول النصر على تنظيم داعش الإرهابي ، سواء كانت تلك التصريحات دولية او إقليمية او عراقية ، فان جميعها كانت لدواعي سياسية، وفي ظل غياب مقومات الاستحكام العسكري؛ في إعادة تقييم البيئة الاستراتيجية ، وتغليب الدور السياسي على الضرورة العسكرية ، وتعدد التشكيلات العسكرية شبه النظامية بما يؤثر على القيادة والسيطرة ، وتشتيت وحدة الهدف العسكري، اذ من المرجح سيترك مفاصل لينة وثغرات تستخدمها التنظيمات الإرهابية للعودة مجددا الى العراق ، وبات من المؤكد ان ارهاصات السياسية تلقي بظلالها على الواقع الجيوعسكري في العراق ، في ظل التجاذبات والاستقطابات السياسية بعيدا عن سياسات الدولة

وبالرغم من انفاق مليارات الدولارات خلال 17 عام ؛ الا ان القدرة العسكرية العراقية لاتزال تفتقر عدد من القدرات الساندة ، كالقوة الجوية ، ومنظومة المعلومات ، والاستخبارات ، والسلاح جوفضائي وغيرها، مما اثر عليها انسحاب دول قوات التحالف الدولي ضد داعش ، وسمح لتنظيم داعش الإرهابي من تنفيذ العمليات الإرهابية ، ولايمكن تخطي حقيقة غياب الاستقرار وترسيخ الامن الانسيابي مع المجتمع العراقي ، اذا لايزال عامل السلاح المنفلت يرهق الحكومة ، ويشتت جهودها في محاربة الإرهاب .


المصدر : صقر للدراسات


تعليقات

أحدث أقدم