العراق : الاستثمار في اللطيفية.. مخاوف من القضاء على الزراعة في حزام بغداد

مشاهدات


منذ عام 2014 يحاول لطيف المشهداني النقيب المتقاعد من الجيش العراقي السابق  العودة إلى أرضه في منطقة الكيلو 14 في اللطيفية جنوب بغداد أحد مناطق الحزام الخصب الذي يحيط بالعاصمة العراقية والذي تسكن في أغلب مناطقه عشائر من العراقيين العرب السنة .


ويقول كنت أزرع أرضي وأعيش من خيراتها وهو أيضا أب لخمسة أولاد قتل أحدهم بسقوط قذيفة أطلقها داعش على نقطة للجيش العراقي في المنطقة فأخطأت هدفها ونزلت على منزله ولم نستطع دفن إبني لمدة يومين بسبب المعارك وكنا نجلب الثلج من برادات الجيران لتغطية جثمانه واضطررنا لدفنه في موقع مؤقت بسبب عدم تمكنا من الوصول إلى مقبرة العائلة في جرف الصخر . وترك لطيف المنطقة وانتقل إلى منطقة الدورة في جنوب بغداد على أمل أن يعود يوما لنقل جثمان ولده إلى مقبرة العائلة التي أصبحت منطقة نفوذ للميليشيات أو على أمل العودة  لزراعة أرضه التي يهددها قرار تحويلها لمنطقة استثمارات سكنية ويقول إن الأراضي التي تزرعها  عائلته مؤجرة من الدولة منذ عقود لكن العمليات العسكرية ونشاطات التنظيمات المسلحة في المنطقة منعتنا من الاستفادة  منها منذ عام 2005  . وقد لا يعود لطيف أو العشرات من أمثاله إلى المنطقة خاصة إذا مضت الحكومة العراقية في مساعيها لعرض تلك المناطق على الاستثمار وقال مصدر مسؤول في الأمانة العامة لمجلس الوزراء إن تلك الأراضي تعود ملكيتها لوزارة الدفاع العراقية وهي تريد طرحها للاستثمار لبناء شقق وعمارات سكنية لمنتسبيها وضباطها . وبحسب المصدر فإن التوجه العام داخل الحكومة موافق لهذا الطرح  وقد يتم اتخاذ إجراء بشأنه في حال قرر مجلس الوزراء هذا مضيفا أن الموضوع إجراء إداري بحت ضمن صلاحيات الحكومة لاستثمار مناطق معطلة منذ سنوات . 


لكن الاستثمار في هذه المناطق لبناء مجمعات سكنية هدر واضح لمناطق تعتبر من أخصب مناطق العراق وسيؤدي تحويل أجزاء من بساتين اللطيفية إلى مجمعات سكنية إلى تعزيز انعدام الأمن الغذائي وأن المشروع هو تغيير ديموغرافي لطبيعة سكان تلك المناطق وعقوبة جماعية استمرت منذ جرف الصخر وتسيطر على منطقة جرف الصخر القريبة من اللطيفية فصائل من الميليشيات العراقية وتمنع عودة أهاليها إليها كما إن هذه المناطق تتعرض إلى ممارسات مماثلة كالطارمية والرضوانية وأبو غريب كلها قد تتعرض لنفس المصير والحجة دائما هي الاستثمار  .


المصدر : الحرة


تعليقات

أحدث أقدم