شريعة ألإنسانية

مشاهدات

 



ولاء العاني

اتصلت لتطلب مساعدتي فأنا إعيش في هذا البلد منذ زمن طويل . بعد ان تقطعت بها السبل وتوقف عندها الزمن ولم تعد تشعر بسعادة او حزن فقد غابت عنها المشاعر . تركتها هناك مع طفلتها ذات الثمان اعوام .

اتفقت معها ان نلتقي امام باب مكتب المحامي لافهم منها خطوطا رئيسية لقصتها وأعرف ماذا اقول للمحامي... وهل سيوافق على التوكل عنها لطلب اللجوء ام سيرفض؟ ..عندما اطلت عليَّ بوجهها الشرقي الجمال والملامح . سمراء ممشوقة القوام . ذات شعر اسود كليل ارخى سدولة . رفعته بعدم اكتراث فالهم الذي داخلها قد ترك اثره على هيئتها وبادرت بالكلام فقالت : تزوجت شابا سوريا في اليونان وانجبت منه طفلة عمرها الان 3 أشهر وسافر على أمل ان يعمل لي لم شمل في دولته حيث يسكن . ومن يومها لم اسمع منه او أرى وجهه تركني وحيدة معلقة تتهددني متاعب الحياة التي لم تبقي لي شئ من قوة او صبر ... طلبت منها الحديث لافهم كيف ابدأ فقالت :

نشأت وتربيت عند بيت عمتي مع اولادها الاربعة بعد أن تزوج أبي من سيدة غير امي التي تركتني غير آبهة بي لتتزوج من رجل آخر رفض وجودي في حياتهما . انجبت اولاد وكذلك ابي صار عنده من الابناء والبنات .

سألتها : وكيف وصلت الى اليونان ؟
لقصتي أكثر من بداية . قلت إذا لييس عليك إلا الاسترسال دون انقطاع . أكملت حديثها بهم يختفي مع كل نبرة ... كبرت وصار عمري 16 عاما ثم تزوجت من ابن عمتي الاخرى ولم اكن بتلك المرأة السعيدة كأنها اشترت خادمة حتى وصل بي الحد اني تركت لهم المنزل مع طفلتي الصغيرة عائدة للبيت الذي آواني ورباني ولكن تغير كل شئ فقد اصبح في البيت اربعة اولاد عمتي مع زواجتهم فأصبحنَ اميرات وانا خادمة تحت امرهم ... لم يبقى شئ على اثبات عبوديتي الا الجلد ولانني لم اطيع الاوامر اضطررت ان اخذ ابنتي في ليلة ظلماء والهروب الى بيت احد الاقارب لاسافر الى سوريا حيث امي علَّها تحتضننا وتمنحنا حنان الام الذي لم اعرفه .

شعر طليقي بخطتي فجاء واغتصب مني فلذة كبدي وساومني على اعطائي جواز السفر مقابل الحصول على الطفلة فرضخت للامر الواقع حتى وصلت لاحضان امي التي رفضتني مجددا ففكرت للخروج من بين جناحها الصغير الى تركيا ثم لليونان . عندها لم اعد احتمل اي شئ آخر .

قلت لها : سنذهب للمحامي واقول له انك جئت تطلبي حق الإنسانية

تعليقات

أحدث أقدم