مشاهدات
د. محمد الموسوي
كاتب عراقيلم يكن طوفاناً للأقصى ولا علاقة له بالنضال الفلسطيني ولا عقيدة المسلمين.. بل كان مؤامرة لصيقة بالأقصى.. لابد من التأكيد على أن واقعنا المُعاش اليوم لا يحتمل أي سوء فهم أو تأويل خاطئ.. كذلك لا يحتمل أي نوع من الإدعاءات أو الاستعراضات فهي في النهاية إما باطلة أو تنم عن جهل وجريمة خاتمتهما قبيحة.. والصورة في غزة وعموم فلسطين تقول أن المنطقة برمتها ضحية بيد طامع أحمق أهوج لا ثوابت له ولا قيم .
الحديث يجب أن يكون حول ما قبل قيام ما أسموه بطوفان الأقصى أي (عاصفة الأقصى) وفق مخطط نظام الملالي الحاكم في إيران وكان المنفذ كعادته صانعة المسببات في فلسطين وهو ذاته الذي أعان الصهاينة على التملص من إتفاقية أوسلو التي رأى فيها الصهاينة أنها ستحد من أطماعهم التوسعية التي هي بالمناسبة نفس أطماع ملالي إيران.. وكلا الكيانيين الصهيوني والصفوي.. كيانين توسعيين مدعيين بالدين أحدهم صهيوني يرى نفسه مكلفا من قبل الرب وهو كيان علماني لا علاقة له بالدين على الإطلاق سوى أن الدين وسيلة بيديه للتغرير بالبسطاء، والثاني كيان صفوي سلطوي يريد أن يكون إمبراطورا على المنطقة مدعيا أنه خليفة الله ناسجاً لأجل أطماعه كماً من الإدعاءات الباطلة منها أنهم خلفاء الله المكلفون في الأرض حاملين شعار الإسلام والولاية لآل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله كذباً وجهالة..
وهذا المدعي باسم الإسلام كلف العرب والمسلمين اليوم ليس ضياع غزة وفلسطين فحسب بل خراب العراق وسوريا واليمن ولبنان وقلقلة منطقة الخليج والشرق الأوسط برمتها.. وقد وفر ملالي السوء وأترابهم الفرصة للصهاينة لهدم غزة وقتل وتشريد وتجويع أهلها وتهديد عموم الشعب الفلسطيني والبطش به.. وبالتالي فإن ملالي السوء في إيران والصهاينة المحتلين لفلسطين وسوريا ولبنان وجهان لعملة واحدة ومشروع تآمري على العرب والمسلمين.. ولم ينتهي هذا المشروع التآمري بما يجري في غزة الآن وربما يكون القادم أسوأ. لقد فشل أباطرة إيران ملالي السوء في صيانة كرامتهم وحماية أسرارهم ومنشآتهم وشرفهم فكانوا كملعب مستباح للصهاينة في سوريا والعراق ولبنان وداخل إيران ومن خلال قادتهم الجواسيس العاملين لحساب الصهاينة تم قتل إسماعيل هنية وحسن نصرالله وقادة حماس وحزب الله والحديث عن مؤامراتهم وفضائحهم يطول... أراد ملالي إيران أن يثبتوا أنهم رقماً من خلال أدواتهم في المنطقة فأوصلوا الرسالة بجمع كبير من القرابين حزب الله وغزة وحماس والعراق وسوريا واليمن وفلسطين وكل ذلك يخدم الصهاينة ومشروعهم ومخططهم في المنطقة. ماذا اليوم عن نتائج ما بعد طوفان الأقصى.. لا شيء سوى الدمار والخراب وضياع حق الفلسطينيين، والرأي قبل عقدين من الزمن أنه لا خلاص للعراق والمنطقة إلا بزوال نظام البغي في طهران.

إرسال تعليق