طلال بركات
هناك معادلة سياسية اتفق عليها الغرب في تحديد مستقبل الأمة العربية والإسلامية ومنطقة الشرق الأوسط وهي :-
الطرف الأول من المعادلة يجب ان تكون ايران واتباعها الدولة الأقوى من الدول العربية في المنطقة .. والطرف الثاني من المعادلة ان تكون اسرائيل الدولة الأقوى من ايران واتباعها .. مما يعني ان ما يجري من صراع في المنطقة هو تحديث لإعادة ترتيب توازن القوى حيث من المقبول ان تكون ايران دولة متقدمة على الدول العربية في كافة المجالات ومنها العسكرية ومن غير المقبول ان تكون أقوى من اسرائيل، بمعنى هناك خط احمر للحدود المرسومة لدول المنطقة ومن تجاوز ذلك يعني قد اخل بالتوازن الذي يعتبر من ثوابت ميزان القوى في المنطقة ولابد من اعادة النصاب إلى ما هو مرسوم وفق تلك المعادلة ، لهذا لا احد من دول الغرب وخصوصاً امريكا ان تسمح بتفوق ايران على اسرائيل وفي نفس الوقت لا تسمح بتحطيم قوة ايران .
هذة المعادلة بمثابة ثوابت أيدولوجية متفق عليها على مدى عصور حتى لو تغيرت الاستراتيجيات وفق متطلبات حركة الزمن تبقى الثوابت كما هي لان امريكا والغرب بحاجة إلى ايران خصوصاً في مسألة شرذمة المسلمين ونشر التفرقة والانقسام بين الدول الإسلامية وبالأخص الدول العربية لانهم على علم بمدى التقاطع الفكري بين القومية الفارسية والعقيدة الاسلامية والتكامل الفكري بين القومية العربية والاسلام لان ايران القومية لا يهمها من الاسلام في شيء وانها عملت على تسخير المذهب الذي اصبح دين جديد يصب في صالح القومية الفارسية وهذا لم يضر الغرب في شيء بل ران لهم قبول فكرة التقاطع الفكري بين القومية الفارسية والاسلام وبنوا عليها لانهم على علم بان الخطر يكمن في العلاقة بين العروبة والاسلام لانهم أعلم بمآثر العرب عبر التاريخ وكيف ان الاسلام نقل العرب من البداوة الى الحضارة لهذا سمح لايران التمدد داخل الوطن العربي ومساعدتها في نشر اذرعها في سوريا والعراق ولبنان واليمن بالرغم من اعتبار تلك الأذرع جزء من ايران وهي داخلة في معادلة التوازن ولا يمكن فصلها عن ايران لأنها تمثل القوة التي تمارس من خلالها التدخل المباشر في الدول ولكن حينما يحصل منها تمادي أو تمدد تفاجئ بقوة تعيدها الى حجمها الحقيقي لكي تبقى الغلبة والتفوق إلى اسرائيل الطرف الثاني من المعادلة .. مما يعني ان خطة الغرب التي رسمت سايس بيكو وزرعت اسرائيل بموجب وعد بلفور في قلب الوطن العربي الغاية منها إضعاف أي دولة تسعى إلى مقومات القوة ولابد من تسليط قوة تجعلها تخسر ما بنته لإيقافها عند الحدود المرسومة لها دون قبول تسيد طرف على حساب طرف آخر في المنطقة عدا اسرائيل المراد لها القوة المتفوقة على الجميع التي بامكانها التحكم في معادلة ميزان القوي لهذا عمل الغرب على إضعاف العرب من خلال ايران واليوم إضعاف ايران وأذرعها من خلال اسرائيل، هذه اللعبة احكم خيوطها الغرب وأمريكا على وجه الخصوص لكي يستمر الحال من غير غالب ولا مغلوب مع تفوق اسرائيلي على الأرض وان من يعتقد ان اسرائيل سوف تنهي حرب الله فهو واهم وان من يعتقد ان امريكا تريد إسقاط الحكم في ايران فهو غارق في الأحلام لان ما يحصل مجرد لعبة لاضعاف دول المنطقة وتسيد اسرائيل عليها .. مما يعني ان ما يريده الغرب ان تبقى ايران أقوى من العرب وان تبقى اسرائيل أقوى من ايران .
إرسال تعليق