ضرغام الدباغ
تعتبر مسابقات القفز العالي للرجال والنساء (من مسابقات الساحة والميدان) بصفة خاصة، من المسابقات التي تنطوي على مقدرة فنية كبيرة، فيها توظيف لقدرات الجسم البشري، اليدين والساقين والرأس والجذع، وحركة البدن حين العدو التقريبي، ثم حين الاقتراب لبضعة أمتار من المانع، ثم الاقلاع بالجسد، والدوران في الهواء خلال الارتفاع عن الأرض، ثم عبور المانع بوضع الرقاد المستقيم تقريباً (طريقة فيسبوري)، ثم رفع الساقين كي لا تصطدم بالمانع، وأخيرا الاهتمام بوضع اليدين من الكف إلى الساعد، وكل هذا لا يتم إلا عبر تدريب علمي / فني شاق بأشراف مدرب خبير، وشروط بدنية ينبغي وغريزية ينبغي توفرها في الرياضي قبل تدريبه لهذه اللعبة.
بعد كل هذه الشروط الموضوعية والذاتية : بدن الرياضي وعمره ومنها وزنه، قدراته العقلية وسرعة استجابته، كفاءة المدرب، وربما هناك شروط أخرى ... بعد توفر كل هذه الشروط والتدريب الشاق، لا يتوصل الرياضيون (القافزون) إلا إلى 2 متر و45 سنتمتر للرجال، (مسجلة بأسم الرياضي خافير سوتو مايور سجلت في أسبانيا بتاريخ 27 / تموز / 1993) وما يزال الرقم صامداً. أنظروا إلى الصورة، إلى هذا الرياضي الخارق : الحوت القاتل من فصيلة الأوركا، وحجمه الضخم، وزنه 6 ألاف كيلو غرام (6 طن) يقفز من البحر إلى الهواء وتبلغ قفزته 8 أمتار ...! (أكثر من 3 أضعاف أفضل رياضي إنسان في العالم) ... والله أعلم عن الباعث القوي الذي دفع هذا الحوت العملاق ليحقق هذا الإنجاز الخارق ... من يعلم .. ربما مخلوقات البحر لديها أولمبياد ..! رباط السالفة .... ما أردت التعبير عنه، هو الإنسان بعقله وذكاءه وقدرته على التخطيط قادر أن يحقق منجزات هائلة .. ولنفكر قليلاً بقفزة حوت الأوركا ولنتأمل ما هو ممكن للبشر فعله ... من منجزات رياضية وغيرها... ولنتأمل تطور الرقم العالمي في رياضة القفز العالي، ونتأكد من خلالها، أن التدريب يصنع المعجزات، ولكن بالتأكيد مع الاعتماد على المعطيات العلمية في علم التربية البدنية. يعطينا الأمل بأن قدرات الإنسان غير محدودة، وأنه بالمران والتدريب يمكن الوصول إلى أي هدف يريده الانسان...!
إرسال تعليق