أ. د. محمد طاقة
لقد غادرنا الرفيق المناضل ( ابو جعفر ) الى رحمة الله تعالى ، وترك وراءه تأريخًا يشهد له رفاقه المناضلين ، رغم كل الخلافات التنظيمية التي وقعت بعد وفاة الرفيق الشهيد المناضل عزة ابراهيم امين عام الحزب امين سرقيادة قطر العراق ، الا ان برقيات المواساة من رفاقه انهالت من كل صوب ، وهذا ان دل على شئ فانما يدل على الاخلاق الرفاقية العالية التي تربى عليها رفاق الدرب الواحد ، ويؤكد لاعداء الحزب الذين راهنوا على شق الحزب ، ان البعثيين لا زالوا متماسكين بقوة ويحبون بعضهم البعض ولاتوجد قوة في التأريخ قادرة على زعزعة هذا البناء العقائدي والاخلاقي والقيمي الذي يمثل سر قوة الحزب وديمومته ، والتعازي التي قدمت من قبل جميع الرفاق والقيادات تؤكد للجميع مدى متانة وتماسك الرفاق وحرصهم الشديد على وحدة الحزب التنظيمية وان جميع الرفاق تواقين لتحقيق ذلك .
ان مواساة الرفاق برحيل رفيقهم الراحل ( ابو جعفر ) وتجاوزهم الخلافات التنظيمية ما هي الا خطوة ايجابية نحو الطريق الصحيح لرأب الصدع الذي اصاب تنظيمات الحزب على المستوى القومي والقطري ، وهي فرصة تأريخية لتحقيق ما جاء بمبادرة توحيد الصفوف ، وهي فرصة للقيادة القومية ان تبادر دون تردد لحل المشكلة التنظيمية التي اصابت قيادة قطر العراق ، كونها المسؤولة عن ذلك وفق النظام الداخلي للحزب . هؤلاء هم البعثيون الحقيقيون الذين يتصفون بالاخلاق والقيم والالتزام والانضباط ولا يتخلون عن رفاق دربهم مهما حدث بينهم من خلافات ، وان الخلافات داخل الحزب وفي اطاره التنظيمي يمثل حالة صحية وضرورية من اجل التطور والتقدم وهذا يحدث في جميع الاحزاب الثورية ، ومنهم حزب البعث العربي الاشتراكي .
ان نكران الذات ضرورية جدا في هذه المرحلة الخطيرة التي نمر بها كحزب وشعب وامة ( ، والحزب فوق الاشخاص ، ) من اجل تحقيق لم الصفوف ولم شملنا لنقف صفا واحدا امام ما يحاك ضدنا من تآمر قل نظيره .. وحدة صفوفنا هو الحل الامثل لمواجهة التآمر ، وبعكسه سينال الاعداء من حزبنا العظيم امل الشعب والامة العربية ..
إرسال تعليق