بلينكن واكاذيب امريكا المتجولة

مشاهدات

 


عبدالله سلمان 

 


عُرف عن الحكومات الامريكية منذ نشأتها ليومنا هذا انها أكذب الحكومات في العالم وسرعان ما تتخلى عن وعودها مع الجميع والالتزامات لا تعني شيء في سياستها الخارجية ، وحتى الداخلية حيث تهطل الوعود الوردية على الشعب الامريكي قبل كل انتخابات وسرعان ما تتلاشى كل الالوان وتصبح رمادية مائلة للسواد وتتبخر الوعود . اما على الصعيد الدولي فان الادارات الامريكية تنتهج دبلوماسية الكذب والخديعة . وفي حروبها الاقتصادية تحارب الشركات بحجة تهديد امنها القومي وتفتعل الازمات لتصدر العقوبات الاقتصادية لشركات منافسة من اجل الابتزاز والاكراه . 

 

ان الحكومات الامريكية من اسوأ الحكومات بالعالم . وتحت شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان مارست الولايات المتحدة  الافتراء على البلدان بشكل متعمد وأذكت الحروب والاضطرابات واحتلال العراق في 2003 اكبر دليل ملموس على ذلك . فهي تسوق العدوان والتدخل على أنهما دعما لما يسمى الديمقراطية وتمجد النهب والقتل وتصورهما حرية للشعوب المقهورة وهذا ما سمحت به عندما سلمت العراق بيد حفنة من اللصوص والخونة . لقد صرح كنت مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عام 2019. كذبنا، وخدعنا، وسرقنا... أقمنا لهذا دورات تدريبية كاملة . واليوم يدلي انتوني بلينكن وزير خارجية امريكا تصريحا في مجلس الامن في الامم المتحدة تعليقا على انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب ويقول ويحذر من استخدام الجوع سلاحا في الحروب ! يا عجب العُجاب ويا قدرته على الاستهانة بعقل البشرية التي لا تزال تذكر بوجع حصار أمريكي دام 12 سنة على الشعب العراقي لتمرير سياسة امريكا واحتلال العراق .ان الكذب ليس مفتاحا لباب النسيان فالعالم يتذكر قول زميلته اولبرايت التي تبجحت بان وفاة مليون ونصف عراقي جوعا ، وذلك في مقابلة كانت قد أجرتها على برنامج 60 دقيقة، حيث سئلت "سمعنا أن نحو نصف مليون طفل ماتوا وهذا عدد أطفال أكثر من الذين ماتوا في هيروشيما هل الثمن يستحق ؟ لتجيب أولبرايت قائلة : (أعتقد أن ذلك خيار صعب جدا ولكن نعتقد أن الثمن مستحق) . 

 

ان الادارة الامريكية تحمل الاكاذيب لتنشرها أينما تشاء ووقتما تشاء وتنتظر من العالم الاستغباء والتصديق او الخضوع  والقبول لارادتها . ولم يتمكن بلينكن من توضيح من دفع اوكرانيا للحرب واستمرارها واجبار القيادة الاوكرانية لعدم الانصياع لاراء بعض القيادات الاوربية التي حاولت ايجاد مخرج للحرب مع روسيا . الم تكن امريكا ذاتها التي هاجمت باخرة عملاقة محملة بالقمح متوجه الى كوبا واجبرت الباخرة على رمي حمولتها بالبحر . على بلينكن ان يقراء تاريخ بلاده في وحروبها على العالم واستخدامها الجوع سلاحا . ان امريكا من بين الدول التي وقعت على اتفاقية مناهضة التعذيب وطبقتها حرفيا وبدون اي رتوش في سجن ابو غريب و غوانتناموا التي مارست فيها ابشع وسائل التعذيب اللاانسانية واللا اخلاقية وشهد العالم ابشع الصور عن جرائم امريكا في العراق وافغانستان وسوريا .

 

تعليقات

أحدث أقدم