لا تتعجل بإصدار الحكم فتندم..

مشاهدات


 

مصطفى عبد الله الظاهر.. 


أما انا فلم اتعجل في سرد الحكاية هذه إلا بعد تأكدي من ان أثرها فاعل في نفوس الآخرين وعقولهم  فكثيرا ما كنا نسمع كلمات في الحكمة مصوغة على شكل قصة أو حكاية تحث على التروي قبل إصدار أي حكم لأي أمر إلا بعد التروي وتحكيم العقل .. من تلك الحكم قولهم (في التروي السلامة وفي العجلة الندامة) ومصداق طرحنا هذا قصة من التراث كانوا يسوقونها في مجالس الامسيات أيام زمان . 

 

خلاصتها ام  نسرا غادر فراخه في عشهم على شجرة  الى حيث يأتيهم بطعام من خشاش الارض ، وبعدت سفرته وطال غيابه عنهم فراحوا يتضورون جوعا ويصدرون اصواتا جلبت انتباه شاب فلاح كان يمر بقرب الشجرة اذا به يرى أفعى تتسلق جذع الشجرة لتلتهم الفراخ فسارع الشاب وقتل الأفعوان بمنجله ثم قطعها اربا اربا واطعم  الفراخ ذلك العدو القاتل راضيا في قرارة نفسه بما اداه ازاء الافراخ الجياع وراح مستلقيا في ظل الشجرة  وغفا غفوة اذا بأصوات الفراخ تتعالى وترفرف مشيرة الى النسرة الام التي رأت الدماء على جذع الشجرة وفي ملابس الشاب ظانة انه قتل صغارها لتعود فتحمل صخرة كي تنتقم من قاتل الصغار ولكن النسرة لم تفعل ما قررته الا بعد التأكد مما رأت وقد سمعت اصوات صغارها… إذا بها ترى بقايا الافعى بقرب الشجرة وفي عش الصغار  لتعلم اذ ذاك ان الشاب هو من أنقذ صغارها من فكي الافعى، لذلك حمدت النسرة ربها ولم تفعل ما لو فعلته لبقيت طوال عمرها نادمة .. وردد لسان حالها قولهم  : 

 

ولقد شكرت الله حين رأيت من

نجى صغاري من عدو قاتل

رجل جزاه الله عني أنعما 

ورعاه ربي من حكيم عادل…


تعليقات

أحدث أقدم