نحو التأسيس لمجتمع أمومي ..

مشاهدات

 


سحر النصراوي

 

إن الناظر إلى تاريخ تونس الحديث وإلى التغير الذي شهده المجتمع  سيلاحظ لا محالة أن هنالك رغبة وخطة خفية يسعى روادها إلى تأصيل الشقاق والشرخ في علاقة الرجل والمرأة . وذلك ليس رغبة من واضعي هذه الخطة في الانتصار للمرأة ولا دعما لنضال الساعين في قضية المساواة .

 

كنت قد تحدثت في أكثر من مناسبة عن وضع المرأة في تونس والذي يعتبر خاصا وذلك على اعتبار أنها امرأة بنصف حقوق اجتماعية وبمسؤوليىة مضاعفة . وفي مقارنة بسيطة بينها وبين نظيراتها في الوطن العربي وهي مقارنة قائمة على ملاحظاتي الخاصة بحكم أنني تنقلت وعشت في أكثر من بلد عربي ولم أقم ببناء هذا الرأي بانحياز بل توخيت الموضوعية والصدق لأن في ذلك مسؤولية أخلاقية  وأدبية . غير أنني وفي نفس الوقت لا أستطيع التغاضي عن رؤية أن هنالك شقا آخر من المناصرين لقضاياها  الذين يظل قادتهم متخفين وراء الكواليس مكتفين بتحريك بيادقهم ليشن كل حربه من جهة وتحت شعارات متعددة  لكن بالتدقيق في أغراضها سنلاحظ أن هدفها النهائي هو تحويل وجهة المجتمع التونسي وتغيير طبيعته تحت دعوى تحرير المرأة  غير أن التحرير والظاهر منه حتى الآن هو الدعوة إلى التحرر الأخلاقي على اعتبار أن المنظومة القيمية والأخلاقية التي تسير هذا المجتمع باتت بالية وأنها تعرقل تقدم المرأة . 

- الدعوة للتحرر الجنسي. 

- التأسيس لفكرة الأمهات العزباوات وتأصيل فكرة أن العائلة يمكن أن تتكون فقط من أم وابن أو أم وأبناء .

- تغييب تام لدور الأب تغييبا متعمدًا ومبالغًا فيه . 

- التأسيس لقكرة الإنجاب خارج إطار الزواج ودعم الفكرة بأجندة ممنهجة إعلاميا عن طريق البرامج الاجتماعية الدراما والمسرح والسينما ..

 

قد يظن البعض أنني ربما أبالغ في تقدير الخطر بيد أنه يكفي أن نتذكر كيف كان مجتمعنا منذ عشرين سنة  فقط قبل الآن ودرجة الحياء الاجتماعي التي كان عليها مجتمعنا . ولقائل أن يقول أيضا أننا الآن صرنا أكثر شجاعة في تناول المحضورات أو أكثر جرأة .. والجرأة مطلوبة دائما لكن المحضورات التي يمكن تناولها أكثر من أن تعد أو تحصى ونحن أبناء ثقافة مدينة لنا بحفظها والتحرر الجنسي والبذاءة والسوقية لم يكونا مطلبنا بقدر ما كانت مطالبنا تتمحور حول تحقيق عدالة سياسية واجتماعية تحفظ حق المرأة والرجل على حد سواء . فإنجاب جيل من اللقطاء وإنشاء نصف عائلة ليست التجربة التي ستحفظ حق المرأة ولا هي مطلبها . نحن لا نريد مجتمعا تنتصر فيه المرأة ولا الرجل لأنها ليست حربا . نحن نريد مجتمعا ينتصر فيه الرجل والمرأة على حد سواء على  صعوبات الحياة على قسوة الظروف ويتمتعان فيه على حد سواء بحقوقهما كاملة . 

 


 



تعليقات

أحدث أقدم