الكوزموبوليتيك أعلى مرحلة للعولمة / الإمبريالية

مشاهدات

 

 


 د. ضرغام الدباغ

 

هذه وجبة معلومات سريعة عن الكوزموبوليتيك تمنحنا المزيد من القدرة على فهم ما يدور .... سأنشرها في مقطعين مع التحيات


أولاً : الكوزمو بوليتية

أعترف بأني لم أكن أفهم السبب الجوهري للإصرار الغربي (الأمريكي خاصة) على تمرير بل وفرض تشريعات وقواعد دولية ذات طابع اجتماعي ذات طابع إنحلالي تفكيكي ولكن اهتمامي تكاثف بعد ظهور واضح للمساعي الامريكية العلنية منها والخفية في تشجيع ظاهر وخفي للمثلية الجنسية وتمهيد لتشريع دولي للجنس الثالث وفي هذا الاتجاه أيضاً قانون " اتفاقية استامبول للمرأة" إذ لا يمكن قبول التبرير والتبسيط الشديد لمرامي هذه التوجهات التي تشهد مساجلات أقرب إلى التنازع حول فقرات وبنود تبدو في ظاهرها بسيطة وعادية وتدعو إلى حماية المرأة وحقوقها وهي توجهات إيجابية في ظاهرها وهو ما دفع الكثير من الدول الموافقة عليها والتوقيع بالأحرف الأولى عليها (اتفاقية استامبول) ولكن حين أحيلت هذه المشاريع إلى لجان متخصصة أحجمت العديد من الدول المصادقة النهائية عليها .

 

وتركزت ردة الفعل الأمريكية الغاضبة بشدة على رفض البلدان الإسلامية رغم أن بلدان أوربية مسيحية عديدة قد رفضتها (بلغاريا، هنغاريا، التشيك، لاتفيا، ليتوانيا، سلوفاكيا، بولونيا) وغير أوربية أيضاً إلا أن الولايات المتحدة كقائدة للمعسكر الغربي تفترض أن الممانعة من الدول غير الإسلامية هو "خلاف" يمكن حله في المستقبل على يد حكومات "متفتحة / متساهلة" ولكن الاعتراض الإسلامي هو جوهري في مداه القريب والبعيد كما يخشى من سريان مفاهيمه إلى مجتمعات ودول أخرى . فكرت وتأملت طويلاً عن الأسباب الجوهرية لهذا الإصرار على قانون المرأة والانفتاح التام للمثليين وفي شرعنة حقوق لهم  بما في ذلك عقود الزواج وحق المعيشة المشتركة  ثم منح المثليين الحق في تبني أطفال من دور الأيتام والمجهولي النسب وتغير مهم في قوانين الأرث وتسهيل عمليات التحويل الجنسي (من ذكر لأنثى وبالعكس) والقبول بما يسمى بالجنس الثالث (من المدهش أن إيران في مقدمة الدول التي تبيح التحول الجنسي) وتشريعات وقوانين أخرى ستحول المجتمعات إلى حقل تجارب وبعد النهاية الرسمية  للعائلة  فإن الأبواب مشرعة لتحولات ستجعل من العائلة لا قيمة ولا أي اعتبار سوى تحويل البشر إلى قطعان عاملة ولكن ما هو الهدف الجوهري من كل ذلك ...؟  الغرب الذي يوظف أموالاً وجهوداً سياسية كبيرة فهو  لا يستثمر المال والوقت هدراً بل هو يفعلها من أجل أهداف سياسية واقتصادية يأمل منها أنها ستعزز سيطرته العالمية ولتواصل الولايات المتحدة لعب دورها كمتروبول قيادي عالمي ضمن توجه واسع له عناوينه الرئيسية وبمفرداتها وفي مجموعها تمثل ملامح التوجه الجديد للرأسمالية العالمية في ضمان مواصلة هيمنتها ودورها القيادي ومواجهة التحولات المحدقة التي على وشك أن تعرض نفسها بوضوح تام على مسرح السياسة الدولية ومن تلك :  

 

• تشجيع الظواهر الانقسامية في الدول الكبيرة بما يحول دون قيام أنظمة وكيانات قوية يمكنها مواجهة التغول الأمريكي على المدى القريب والبعيد .

• وهذا يستدعي مشروعاً يستهدف تدمير روسيا وتقسيمها (بصرف النظر عن حجم مخاطره) وحرمان الصين من حليف قوى وقوة عظمى في آسيا / أوربا .

• تشجيع الأقليات العرقية والدينية في الصين ومنحها الأمل في الانفصال والهدف هو تفتيت الصين . 

• والولايات المتحدة في سعيها للهيمنة على العالم لا تستبعد في خططها إضعاف لألمانيا وفرنسا الدولتان الرأسماليتان بدرجة تنهي الاتحاد الأوربي ككيان سياسي منافس للولايات المتحدة في قيادة العالم الغربي / المسيحي .

• ولكن الخطط والبرامج الأمريكية لا تغفل عن استخدام التوجهات الاجتماعية  بأعتبارها الحسام الفيصل فالبرنامج الاجتماعي يهدف إلى تدمير المكونات الثقافية والاجتماعية للشعوب ولا سيما الأمم الكبيرة كالهند والدول الإسلامية وشعوب هذه الدول تعد بالمليارات. وتجني الولايات المتحدة من هذه التوجهات أولا ألا تعلو قوة في العالم سياسية كانت أو اقتصادية أو عسكرية أو ثقافية ما يمنح شعوبا وأمما في العالم ملامحها وشخصيتها المميزة . وبالتالي تحويلها إلى أفواه فاغرة وشهوات مستحكمة بالبشر تفقدها إرادتها في ظل فقدانها لروابطها الوطنية والقومية .

 

وهذه توجهات تم إحاطتها وتغليفها بشعارات لزجة تفضلها الولايات المتحدة : كحقوق الإنسان، والديمقراطية ولا سقف لحرية الإنسان، وحرية الاختيارات الجنسية، ولكن في واقع الأمر هي مشاريع تمهد الأرض لخططها التوسعية ولكي لا تجد أمامها من يواجهها ويفضح مرامي مخططاتها معارضاً . وحين تلمست الولايات المتحدة أن هناك معارضا قويا كروسيا الاتحادية والصين الشعبية قسمت المواجهة الحالية وخصصت كأولوية المرحلة للمواجهة مع روسيا التي أدركت بالطبع بصورة مبكرة أهداف الدعايات الديماغوجية فتصدت القيادة الروسية لفضح جوهر هذه التوجهات وأنها تستهدف إنهاء قدرة الإنسان على المواجهة ولخصت القيادة الروسية ذلك بما يلي :

 

• الغرب تخلى عن قيم الأسرة والعائلة والمجتمع الروسي لن يتقبل التوجهات الغربية والأنماط السلوكية الشاذة ولا يعتبره تطورا حضاريا ذات قيمة .

• هل جننتم ؟ تريدون خلق صنف جديد عدا الذكر والأنثى !

• كلا للجنس الثالث كلا للمثلية .

• هل تريدون نشر قيم الغرب في روسيا ويكون لدينا جنس ثالث ؟ كلا لا ولن نقبل ذلك .

• القوة هي التي ستحدد المستقبل السياسي في العالم .

 

ولم تبالي الولايات المتحدة أن تكون أوكرانيا وبضعة ملايين أوكراني ضحية لخططها التوسعية وأن تكون ساحة للمعارك الحربية لأحدث الأسلحة الفتاكة وراحت تمد فئات النازيين الجدد في أوكرانيا بأحدث الأسلحة دون اكتراث لحجم الخسائر البشرية والاقتصادية . ولكن الموقف من التوجهات الكوزموبوليتية لم  تقتصر على بلدان شرق أوربا بل ها هي الأزمة تطل مع أي تحولات اجتماعية في الأقطار الأوربية بل تحمل التوجهات الجديدة في أوربا الكثير من الاحتمالات في تشكل رأي عام دولي كبير يعارض الثقافة الكوزموبوليتية وأقرب وأوضح مثال على تخبط الغرب الرأسمالي المسيحي هو ما سينجم عن تشكيل حكومة يمينية من مواقف حاسمة ضد الثقافة الكوزموبوليتية وهي توجهات واعدة في العديد من الأقطار الأوربية الغربية وهذا ما رشح من خطاب رئيسة الوزراء الإيطالية الفائزة بالانتخابات من توجهات واضحة : 

 

لماذا الغرب الرأسمالي يبذلون جهود هائلة ضد الهوية التي تحدد كل شخص ليكون الإنسان بلا هوية ولا جذور كمستهلك مثالي ...

• كل ما يميز الإنسان أصبح عدواً لا يريدون أن تكون هوية لكل شخص يريدون تحويل البشر إلى قطعان مستهلكة .

• يريدون تدمير الهوية الوطنية .

• الهوية الدينية .

• الهوية الجنسية .

• الهوية العائلية .

 

سنتوصل بمزيد من البحث عن جذور المساعي لنشر قواعد الثقافة الكوزموبوليتية تمهيداً لفرضها على العالم 

ثانياً : الكوزمو بوليتية : المواطن العالمي مجتمعات بلا هوية

كلمة الكوزموبوليتسم (cosmopolitanism) أو (-Kosmop olitismus) هو مصطلح أفضل ترجمة له للغة العربية هي " المواطن العالمي " وهو مصطلح ظن الناس أنه خرافي وسوف لن يأتي يوم نعيش فيه المجتمع العالمي الموحد، أو الوطن العالمي الموحد الديانة الموحدة القومية الموحدة العائلة الموحدة وبالتالي حكومة موحدة للكون بأسره . ونحن هذه الحكومة العالمية وستفرضها بقوة الناتو والأمم المتحدة ومصرف النقد الدولي .(1) 

 

ويعتبر الكوزموبولتيين أن جذر الفكرة تنحدر من الفلسفة الرواقية التي وضع أسسها ديوجين الذي يعتبره البعض أنه كان مشرداً يحمل بيده شمعة ويطوف باحثاً عن الحقيقة في العهد الاغريقي "ويطرح نموذج دوائر هيروكليس الممثلة للهوية التي تنص على أنه ينبغي لنا أن نعتبر أنفسنا دوائر متحدة المركز تدور الدائرة الأولى حول الذات ثم مباشرة العائلة الأسرة الممتدة مجموعة الأشخاص المحليين مواطني الدولة وأبناء البلد ثم الإنسان عمومًا . يشعر البشر داخل هذه الدوائر بشعور من " التقارب " أو "التحبب" تجاه الآخرين عندئذ تصبح مهمة مواطني العالم " رسم الدوائر بطريقة أو بأخرى باتجاه المركز ما يجعل جميع البشر أشبه بسكان مدينتنا وهكذا ". (2) حسناً ولكن من سيحكم هذا العالم .. الجواب البديهي هم الأقوياء الأقوياء بماذا ..؟ بالسمعة النزيهة مثلاً أو التمسك بأهداب الشرف والخلق الممتاز ... وسؤال كهذا ينم عن الجانب المرح في شخصية السائل ..! وميله للمزاح .. والإجابة الصحيحة هي طبعاً الأكثر قوة وثروة ومن يتملكه الفضول ليسأل لماذا الأكثر ثروة والجواب مرة أخرى لأن الأكثر ثروة هو بداهة الأكثر قوة وعدة وإلا لما صار شيخاً للحرامية وزعيماً للحكومة العالمية .

 

الشخصية الكوزموبوليتية تفسر كل تصرف بمقدار اقترابه من التسليم بمزيد الاحترام لمصطلح المواطنة العالمية وللحكومة العالمية فسيعتبر عدم الأنضمام للمعسكر العالمي الموحد هو ضرب من ضروب الغباء والحماقة قبل أن يصفها بالتمرد وربما استطراداً إلى الإرهاب . وهذا يشمل جميع الأمم  قاطبة وأبتداء من أصغر الظواهر والملامح إلى أعلاها وأكبرها " قد يعتمد مجتمع المواطنة العالمية على " الأخلاق الشاملة " وهذه مصطلح ذرائعي  يشمل العلاقة الاقتصادية المشتركة أو الهيكل السياسي الذي يضم جميع الأمم باختلافها . في مجتمع المواطنة العالمية يشكل جميع الأفراد الذين ينتمون إلى أماكن مختلفة (مثل الدول القومية) علاقات تستند على الاحترام المتبادل . ويقترح أحد مفكري الكوزموبوليتيا على سبيل المثال :  إمكانية وجود مجتمع المواطنة العالمية يدخل فيه الأفراد من مواقع وظروف مختلفة (المادية والاقتصادية إلخ) في علاقات تستند على الاحترام المتبادل رغم اختلاف معتقداتهم (الدينية والسياسية وما إلى ذلك) . حُددت بعض المدن والمواقع المختلفة (جغرافيًا) سابقًا أو حاليًا على أنها تمتلك سمات «المواطنة العالمية» لكن هذا لا يعني بالضرورة اعتناق وإيمان جميع أو معظم سكانها بالفكرة الفلسفية المذكورة أعلاه . بدلاً من ذلك يمكن تسمية سكان تلك المدينة بـ«المواطنين العالميين» لمجرد عيش الكثير من الأشخاص من خلفيات عرقية وثقافية أو دينية مختلفة على مقربة والتفاعل مع بعضهم البعض". (3) الكوزموبوليتيا تتفاعل إيجابياً مع الأفكار والعقائد ولكن بشرط واحد هو أن تبدي تلك المجموعة اعترافها التام بالمواطنة العالمية والحكومة العالمية وأنها سوف تندمج (ربما في مرحلة لاحقة) وتتلاحم مع الفكرة العالمية لدرجة أنها تتلاشى في غياهبها . والمواطنة العالمية هذه تشترط (فيما تشترط) على الألتحام التنظيمي العقائدي الاخلاقي ولكن يستحق الملاحظة والأنتباه أنها لا تعد البشر بحياة مماثلة في تقاسم الثروات والرفاهية . 


مجتمعات بلا هوية

جوهر فكرة الكوزموبوليتانية هي أن الإنسان حيثما كان إنما هو كائن ينتمي لعالم واحد وبالتالي أن المواطنة العالمية تسعى لتأسيس حكومة عالمية انطلاقا من مبادئ العولمة . ولكن الكوزموبوايتية لم تفلح في إقناع العالم أن البشر حيثما كانوا في أقطارهم هم متحدون بذات الشروط السياسية والاقتصادية والثقافية والاخلاقية وحيث لا يمكن الزعم مطلقاً بأن أي من المجتمعات والثقافات هي الأصلح والأفضل ذلك أنها (الثقافات والمجتمعات) هي نتاج عوامل تاريخية عديدة وبعضها موضوعية خارج عن إرادة البشر لا يمكن أن تكون متحدة وهذه ليس إلا فكرة خرافية تخفي ورائها السعي لهيمنة عالمية مطلقة يصعب تحقيقها على أرض الواقع . وفكرة الهيمنة العالمية من خلال المواطن العالمي(الكوزموبوليتس) فكرة طوباوية (خيالية) فواقعيا نجد أنه تصطدم (وبشدة) مع أفكار أساسية بشرت بها الإمبريالية ومن ثم العولمة حيت تتناقض مع الديمقراطية بأوسع معانيها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي من أولى مبادئها أحترام التوجه الثقافي / السياسي للفرد والمجتمع سواء في البلد الواحد أو في العالم، في حين أن الكوزموبوليتية تهدف إلى صياغة ثقافة سياسية /ثقافيةــ أجتماعي / اقتصادية،  وإذا كان منظروا الكوزموبولتية يستبعدون الإجراءات القسرية ففي ذلك نسف علني لما قد يتسلل من مفاهيم تستحق الأنتباه لمشروع الموزموبولتية . والطوباوية في الكوزمو-بولتيك المعاصرة فاقت ما تخيله ديوجين وتتجاوز طوباوية توماس مور (1478 ـ  1535)( Utopie) فإذا كانت طوباوية القرن السادس عشر خيالية محضة تخيل فيها توماس مور حزيرة لم توجد تسودها قوانين خيالية جوهرها إنساني حيال ماكان الفقراء يعانون (" فقد أعدم 72 ألف متشرد تحت حكم هنري السابع وشنق 300 ـ 400 متشرد سنوياً تحت حكم الملكة اليزابث". (4)

 

ويصف المفكر برتراند رسل أفكار توماس مور بكونها خيالية اتخذت شكل رواية من أحداث سفينة غرقت في بحر أو محيط مجهول (ربما المحيط الأطلسي) وأقيمت دولة على أرض جزيرة خيالية ويصف مور دولة هذه الجزيرة وصفاً أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع . ومن ذلك " لها مساكن متماثلة ويستطيع المرء أن يدخل أي منها كل شخص يرتدي نفس الثياب مع تميز ثياب النساء والمتزوجات من غير المتزوجات ورئيس الدولة ينتخب مدى الحياة ولكنه يعزل إذا أساء العمل والجيش مؤلف من المرتزقة" . (5) ومن جملة الأفكار الاجتماعية التي تستحق الإشارة إليها هي " أن دولة يتوبيا تمتاز فيها الملكية بالاحترام وبدافع من مفهوم الملكية الخاصة ولكنه يعود ويثني على أفكار أفلاطون في الملكية الجماعية بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية ويعتبر الملكية العامة هي النظام الاقتصادي لليتوبيا". وتبدو أفكار مور تضم تشابه في ثناياها على أفكار أفلاطونية فيحدد سكان اليتوبيا بخمس وأربعين مدينة تحيط بها أراض متساوية ترسل كل أسرة عدد متساوي من أفرادها للعمل في الأرض . والعوائل محددة وكذلك عدد أفرادها ومنازلها ويتناولون الطعام بشكل جماعي  ثم يقترح مجلساً للشيوخ منتخب ويناقش المجلس قوانين اليتوبيا. ولا تحتل السياسة الخارجية إلا قدر ضئيل من أهتمام مور ولكنه إجمالاً يسعى إلى السلام ويبغض الحرب. (6) ولا نجد الكوزموبوليتة أقل خيالية من اليوتوبيا وإذا علمنا أن بين اليتوبيا / الطوباوية والكوزمو-بوليتي / (Globalisation) أكثر من 500 عام فإننا سنجد الفارق يتمثل فقط في شكل النظام والدولة وقدرة الدولة الصناعية الجبارة أما لجهة وهم الاعتقاد والتصور فالمفكر توماس مور كان أكثر إنسانيا وتخيل أنه باليوتوبيا ينقذ ألاف المشردين من الموت ولم يتخيل أن الجنسية المثلية لحل لأزمات الإنسانية .

 

الكوزموبوليتيا إذن لا تعد بكلمة واحدة عن اقتسام الثروات على نحو عادل فهذه سيقربهم من المحرمات الكبرى(الاشتراكية) ولا يتحدث عن مجتمعات لا عرقية وهذه تضعهم على مشارف مدن ودول المساواة والعدالة الاجتماعية ولا حديث عن مراحل الاستعمار والإمبريالية ونهب الشركات المتعددة الجنسية ونهب المعادن والثروات الطبيعية فهذه سياسة ستمارس بالسياط أو بالقنابل النووية والبلاكوتر وجيوش الناتو من أجل فرض سياسة هي من تفاصيل الكوزموبوليتيا . هذه هي بأختصار الكوزموبوليتية الرأسمالية في أعلى مراحلها الإمبريالية تحاول أن ترتدي وجهاً يلائم مسرح العلاقات الدولية المعاصر تدمير شامل للبشر مقال صعود إنسان جديد بلا خلق ولا قيم ولا أخلاق وبلا ولاء لأي كائن أو كيان إلا من يمنحك راتبك الشهري وإيجار شقتك المريحة ومقابل ذلك تمارس كل ما لا يسئ للكيان الكبير تخرج الصباح للعمل وتعمل بأنضباط تام كأي ماكنة وتنبس ببنت شفة وتعود لبيتك وتمارس حياتك كما تشاء ولا يهمنا درجة الانحلال التي تسبح فيها الوطن، الدين، العائلة، القومية، الثقافة الوطنية، هذه خرافات لا معنى حقيقي لها .....


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هوامش

1. الموسوعة الدولية. الأنترنيت.

2. نفس المصدر

3. نفس المصدر

4. بابي جان : القضايا الأساسية للاقتصاد السياسي للرأسمالية ص46

5. رسل برتراند : حكمة الغرب ص38

6. الطعان د. عبد الرضا : تاريخ الفكر السياسي الحديث ص211

تعليقات

أحدث أقدم