ليست قصة قصيرة !

مشاهدات

 

عائشة سلطان


في طفولتي أتذكر تلك الطالبة الصغيرة زميلتي في الفصل عازفة الأكورديون في فرقة الموسيقى المدرسية والتي كانت والدتها تحضر إلى المدرسة لتأخذها بعد انتهاء الدوام في سيارة زوجها وتقف مدة من الزمن تتحدث بحميمية مع ناظرة المدرسة وكأنهما صديقتان قديمتان وفي اليوم التالي كانت المديرة إذا صادفت تلك الطالبة فإنها تستوقفها وتتحدث إليها بود وتمسح على شعرها !

 

كنا ننظر إلى كل ذلك بمشاعر ناقمة لكن يبقى ذلك السؤال مسيطراً : لماذا تعاملها بطريقة مختلفة ؟ ولماذا لا نحصل نحن على المعاملة نفسها ؟ هل لأن أمهاتنا لا يحضرن إلى المدرسة في سيارات خاصة ؟ أم لأنها كانت فتاة شقراء ونحن لا أم لأنها تجيد عزف الموسيقى ؟ أم… ماذا ؟. في فترة المدرسة نفسها أتذكر أنني حصلت على الدرجة الكاملة في الاختبار التحريري في إحدى المواد بينما حصلت ابنة السيدة الوكيلة على درجة متدنية جداً وعندما استلمت ورقتها أخذت في البكاء فأخرجتها المعلمة وطلبت منها الذهاب للإدارة ذهبت وعادت بصحبة المديرة التي جمعت الأوراق ووعدتنا بأن نستلمها في اليوم التالي ولم نفهم لماذا ؟. في اليوم التالي حضرت المديرة إلى فصلنا في الحصة الأخيرة وأعادت علينا توزيع الأوراق عندما استلمت ورقتي كان اسمي الذي في أعلى الورقة ممحواً فقد كنا نكتب بالقلم الرصاص وبحكم أعمارنا الصغيرة فقد كنا نكتب ونمحو كثيراً. استغربت اختفاء اسمي لكنني لم أجرؤ على طرح السؤال !

 

بعدها بأيام أسرّت لي الفتاة التي ما زلت أتذكر اسمها رغم مرور السنين أسرّت لي قائلة (الناظرة عطتني ورقة إجابتك كي يراها والدي فلا يغضب مني أو يضربني فمسحت اسمك وكتبت اسمي!! وعندما أعدتها لم أعرف أن أقلد خطك خطك حلو على فكرة) قالت ذلك وأطلقت ضحكة خفيفة وذهبت . لا أدري هل كانت ضحكتها شريرة أم خبيثة أم كما يدّعون ضحكة أطفال بريئة ؟

هذه ليست قصة قصيرة أبداً !!

 

المصدر : البيان

تعليقات

أحدث أقدم