البحث عن سر السعادة

مشاهدات
 
 
سحر النصراوي
 

أتساءل أحياناً  ما الذي يمكن أن يجعل حياة شخص أكثر سعادة من الآخر ؟ هل هي مجموع المعطيات والظروف التي تحيط به ؟ هل هي إمكانياته سواء أكانت مادية أم  ذهنية أو حتى بعض الخصال الجسدية من جمال إلى قوة ..
 
والسؤال حسب تقديري مشروع وقد يتبادر إلى أذهان كثيرين . لكن الإجابة عنه تظل نسبية جدا وستتراوح من شخص إلى آخر بين تثمين ما هو مادي بشكل خاص وبين ما هو معنوي عند قلة من النفر . غير أن الإجابة وأيا تكن لا يمكن أن تتحول إلى حقيقة أو مقياس نثبت من خلاله صحة أو بطلان أي نظرية لأن السعادة في الواقع لا تخضع إلا للمقاييس الذاتية ووحده صاحبها أو الباحث عنها من يستطيع تحديدها والبحث عن أسبابها والسعي لها. لا يمكن إخضاع هذا المفهوم إلى وجهة نظر بعينها ولا اعتبارها قضية يبت فيها الجميع . وحده صاحبها من يستطيع البيت في ذلك وتقريره . هذا لا يمنع طبعا أن يكون لديك وجهة نظر ربما تساعد أحدهم على تقريب الصورة وتوضيحها يمكن أن تدلي بها لكن دون أن تتعسف على الآخرين وتنزع منهم الحق في عيش السعادة التي يرومونها . هذا عن السعادة  لجعل المسألة أكثر وضوحا فأنا لن أتحدث اليوم عن كيفية صنعها.. السعي لها أو تحقيقها .
 
 
أنا اليوم سأتحدث عن يقيني الخاص وعما أعتبره مقصلة للسعادة وقبرا لكل أسبابها . الشعور الدائم بعدم الرضا ينهك السعادة . البحث خارج إطار ما يتلاءم مع إمكانياتك  المادية والمعنوية وحتى الجسدية كفيل بإنهاك السعادة . العيش ضمن إطار انتظارات الآخرين قد يسبب التعاسة . مراقبة الآخرين والمقارنة الدائمة دون بحث عما تريده حقا يمكن أن يسبب التعاسة . السعي وراء المادة يحولك إلى عبد لها  ويلهيك عن متع الحياة البسيطة والتي يمكن أن تكون سبب سعادة . الحسد والغيرة يقتلان الإحساس بالرضا و يجلبان التعاسة . السعي وراء متاع الآخرين يجلب التعاسة ويطرد كل أسباب السعادة . التذمر الدائم دون تثمين ما هو ايجابي يجلب التعاسة . والبحث عن السعادة خارج ما نروم وخارج ذواتنا يجلب التعاسة .
 
 

 

تعليقات

أحدث أقدم