خلف أبن أمين

مشاهدات




ضرغام الدباغ


شخصية تراثية بغدادية / عراقية يرجح أنها عاشت في بغداد العاصمة في مرحلة بعد الحكم الوطني (الثلاثينات / الأربعينات) هو من فئة البشر الذين تواجدوا في بغداد حتى نهاية الستينات ثم انقرضت تلك الفئة من (الشقاوات) مع ترسخ نظام الدولة والقانون . وخلف بن أمين لم يكن شقاوة بل كان رجلاً يعمل كصفار في مناطق شارع غازي (الكفاح) يهوى تربية الطيور (الحمام) في تلك المنطقة من بغداد التي أنتجت العديد من الشقاوات الذين ذاع صيتهم ولكن خلفاً الضعيف البنية ولا يمتلك المؤهلات البدنية لعمل الشقاوات التي تستلزم أيضا الشجاعة الفائقة وخلف أبن أمين كان يحاول تقليد الشقاوات في مشيتهم وطريقة جلوسهم في المقهى ويعتمر (الچـراوية) ويرتدي (الگـيوة) ولا تؤكد المصادر الحقبة التي عاش فيها خلف بن أمين ولكننا ترجح أنه في عهد الحكم الوطني بعد الاستقلال . 

 

والشخصية الازدواجية في توجهاتها لدى خلف الذي كان يتمتع بشخصية هادئة وحيث كان يكسب عيشه كصفار (تبييض القدور) في حين أن الشقاوة لا عمل له ويعيش على ما يأخذه من الناس عنوة أو إرهاباً بزعم أنه يقدم الحماية للشخصيات الموسرة أو لأهالي المنطقة من أعتداءات شقاوات المناطق الأخرى . وخلف كان معجبا بشجاعة الشقاوات وفتوتهم والمهابة التي يتمتعون بها عند الناس . ولكي يخلق خلف بن أمين في نفسه شخصية شقاوات وهمية يفتعل ويمثل شخصية من تبحث عنه السلطات فحين يجلس في المقهى يهمس بأذن هذا وذاك " هل جاءت الشرطة تبحث عني ..؟" ولكن الناس ألفوا سماع هذا الكلام واكتشفوا الجانب الآخر من شخصية خلف وأنه يحاول أن يتشبه بالشقاوات . وخلف نفسه أدرك ما في نفوس الناس تجاهه من شعور هو بين الهزء والعطف لذلك عمد مرة لإضفاء شحنة من الصدق في إدعاءاته إذ حدثت سرقة مهمة في إحدى المحلات القريبة وأقدم خلف برمى فردة من الكيوة التي يرتديها إلى سطح البيت الذي تعرض للسرقة وارتدى كيوة أخرى وجاء للمقهي يحاول أن يبدو مرتبكاً ويتهامس " هل سألت عني الشرطة .. ؟ ".

 

بعد مضي شيء من الوقت جاء مفوض الشرطة للمقهى وأظهر للجمهور فردة الگـيوة المعروفة لخلف وقذف بها على رأسه وصاح " لك لو تموت ما أحبسك وأسويك شقاوة " وكانت هذه حركة أفقدت خلف كل شخصيته الحقيقية والمزورة وكانت تلك آخر محاولاته في التشبه والتمثيل . ولكن شخصية خلف بن أمين ذهبت مثلاً يرويها البغداديون حتى اليوم ترى كم من شخصية كشخصية خلف مرت على العراق ؟

 


 

تعليقات

أحدث أقدم