السذاجة عند بعض أنصاف المثقفين

مشاهدات




ضرغام الدباغ


أسمع أحيانا بعض المعلقين في القنوات التلفازية وبعض ممن يطلقون على أنفسهم " المحللين السياسيين " يطلقون على الإدارة الأمريكية " اليسارية ". والمضحك أكثر أن بعض الأخوة العرب يعتقدون حقيقة أن إيران معادية لإسرائيل ... وبعض أنصاف المثقفين يطلقون كلمة " الطبقة السياسية ". وبعض من يتصدى لموضوعات التاريخ يعتقدون أن موضوعات التاريخ سهلة وهي لا تعني سوى أن فلان حكم الدولة الفلانية وحل بعده فلان ..!

 

أتوجه بالرجاء لمن يريد الكتابة أو التحليل أن يقرأ ما هي مناهج التحليل العلمي لكي يأتي تحليله دقيقاً وليس شوربة عدس ..


أتوجه لمن يريد التصدي للكتابة في موضوعات بعينها أن يقرأ 100 صفحة ليستطيع كتابة صفحة واحدة ...!


للأسف بعض من يكتب كأنه يتبارى في الإنشاء وما يكتبه 2 صفحة (A4) لا يضم فكرة جوهرية واحدة حتى لو كانت ضعيفة والخلاصة هي : " ألعن أبو فلان والجهة الفلانية ... لكن لا تسأل لماذا ..؟". أحد الأصدقاء ممن يتصدون للعمل السياسي وبدرجة قيادية كتب مرة نصف صفحة عن أرسطو وهاتفني يسأل رأي وحاولت التملص من الإجابة ولكنه أصر أن يعرف رأي فقلت له بصراحة أخوية مهذبة " ليس المطلوب منك أن تكتب عن أرسطو أشتم الصهيونية وكفى فحتى تكتب عن أرسطو يجب أن تقرأ أعماله لتكون رأيك الشخصي لا أن تنقل ما كتبه أحدهم أو تكتب من جيبك فيأتي ضعيفا يسيء لأسمك..". لا أعتقد أن الصديق فرح بإجابتي رغم أني كنت مخلصا له ولو كنت أكيد له  لقلت له " عظيم .. رائع ..." حتى يضحك عليه من يفهم ومن لا يفهم فسوف لن يفهم لا بهذا المقال ولا بغيره . كلفت خلال دراستي أن أكتب مقدمة بحث عن الدولة والبحث ينبغي أن يكون نظري بحت ليصلح أن يكون كمقدمة للموضوعة الشاملة التي أنا بصدد الكتابة عنها . كتبت نحو 6 صفحات بعد قراءة مضنية متعبة للعديد من المصادر باللغة العربية والألمانية ولكن الاستاذ لم يقبل حتى مناقشتها وألقى بها في سلة المهملات وحز ذلك في نفسي كثيراً ونحن شرقيون يمثل الكبرياء الشخصي القسم الأكبر من أي مسألة نحن بصددها . وقال لي أنت قرأت كثيراً وحاولت جهدك أن تكتب شيئا جيداً ولكن ما كتبته لم يكن جيداً بل سيئا جداً لأنك لم تستخدم مصادر رصينة علمية عميقة ولذلك جاء عملك " مبهدلاً ". وبالفعل أرشدني لمجموع كتب "ثقيلة " علمية عميقة ليس من السهل قراءتها واستيعاب جوهرها ولكنها هي التي تخلق بحثا محترما يستحق القراءة وفعلا بعد أن أتبعت تعليمات الاستاذ كتبت 3 صفحات فقط ..! ... قال الاستاذ أنه أستمتع بقراءتها ...

 

ذات يوم كنت أحادث شخصا يدعي أنه مثقف وكاتب ويتجرأ ويقول محلل وفي سياق الحديث ورد " الشركات المتعددة الجنسية " فإذا به يعرفها تعريفا مضحكا يا بؤس من يقرأ أو يسمع حديثه . وأحداث كثيرة ممائلة ... الله يعين الجمهور المتلقي .... أيها الكتاب أتقوا الله في قراءكم ومستمعيكم ..!

 


 

تعليقات

أحدث أقدم