الشاعر : موفق العاني
ارتَقينـا بالـثـّـباتِ ذَرى المَعالي .. ثَمـانيةً صَمَدْنَـا كالجبالِ
كتبنَــا نصــرنَــا بدمَــا شــــبابٍ .. كأُسدِ الغـاب في سوحِ النزالِ
فلا تـجْـزَعْ إذا مـَا ســادَ وغــــدٌ .. ولا تَــركَـنْ لقيلٍ أو لِـقالِ
فطولُ الليلِ في القطبِ الجنوبي .. يماثلهُ بظلمتهِ الشمالي
ستَـأتـي شَمسُــهُ بِضيـــاءِ صُــبحٍ .. تُـزِيحُ الـدَجْنَ عن تـلكَ الليالي
مُحَــالٌ أنْ يسـودَ الظُلـمُ دَومــاً .. ولن يبقى فذاكَ من المَحالِ
فَــكَمْ مِـن ظــالِـمٍ فَــجٍ خَــؤونٍ .. تَـوشحَ خائبـاً ثَـوْبَ الجلّالِ
علـى طُـولِ المَــدى يبقى قميئاً .. رَخيصَ الخُلقِ مَشْـنوءَ الفِعالِ
فصـبراً ياعــراقَ المَجــدِ صَــبراً .. فليلُ الماكرينَ إلى زوالِ
سَتعدوا الصافنُـاتُ تلوكُ لُـجمَاً.. عليها الصــيدُ فُرسانُ الصيالِ
يَصُــكُّ صَـهيـلُها سَـمعَ الأعـادي .. على صَهواتها شُـوسٌ عوالي
لَهُـمْ في صفــحَةِ التــاريخِ سِفــرٌ .. تسَامتْ فيهِ أفعالُ الرجالِ
سقــوا أعــدَاءَهمْ سُمـاً زعــافــاً .. سلوا ذي قارَ والحقبَ الخوالي
وعــوجوا واسألوا في الفاوِ نَـخلاً .. عن العِلجِ المُمَـرغِ بالرمالِ
جمــوعٌ كالجـرَادِ غَــزَتْ ثَــراهَـمْ.. ثلاثونَاً وتسعَاً بالكمَـالِ
غَـدوا فوقَ الثــرَى طُـعْمَـاً لطيـرٍ .. تُشارِكُهُ الثعالبُ والسَحالي
ولـنْ ينسى الغُـزَاةُ فِعــالَ جُنــدٍ ..صـوارِمُ في اللقـاءِ وفي القِتَالِ
فَـــوارسُ لا يهـــابـونَ المنــايــا.. سـيوفٌ في الوغى حُمْرُ النصالِ
مصابيحُ الدجـى عُـشّــاقُ عِـــزٍ .. كغيثٍ منهُ تَخضَّرُ المفالي
أولاء الـباذلــونَ بـهــم نُـباهــي .. كما باهـى الفرزدقُ بالطوالِ
كذاكَ الفــارسُ العبسيُ بَـــارى .. بضربٍ للحسامِ وللنبــالِ
وفَـاخَرَ مـاليءُ الدنيــا قَصــيـداً .. بشـعرٍ في الوغى صنوَ الصِقالِ
تَسـاوى جندُهــا وأبــا مُحسَّـــدْ .. فَكُـلٌ في المعارك لا يُبالي
غــداً يأتـي النهـــارُ بِــهمْ بهيــاً.. يَـزيحُ الوغـدَ عن أهلي ومالي
ويرحـلُ عن ثـَـرى وطنـي قَتــامٌ .. ويَجـري مـاءُ دَجـلةَ بالزلالِ
يعانقُـهُ الفُــراتُ بـفيـضِ شَكوى .. لما عاناهُ من سوء الدخالِ
إرسال تعليق