لماذا يعادون التراث ؟

مشاهدات



عبد المنعم إسماعيل 


التاريخ الإسلامي والتراث بعمومه والنصوص الشرعية خاصة يشكل أكبر وأقوى الحصون  التي تستمد الأمة منها بقائها فالأمة والتراث مفردتين متلازمتين فلا تراث بلا أمة  تصونه ولا أمة بلا تراث يربيها ويرقي وينمي أخلاقها .

 

الذين يخاصمون التراث هم في الأصل يعادون الأمة فرأوا أن أمرهم ينكشف وتظهر حقيقة سوأتهم فانشغلوا بحرب التشغيب على التراث حتى يستطيعوا تفكيك عرى الأمة عروة عروة . إن الحرب على الأمة بالشكل الواضح تستفذ عوام المسلمين وخاصة علمائهم ضد المخالفين أما الحرب على التراث حرب ماكرة يقوم بها مردة العقول المتدثرة بظاهر الثقافة والمتلاعبة بعقول الدهماء والمعتمدة على بعض نقاط الخلاف او النزاع العلمي بين علماء التاريخ والتراث وهذا عين المحنة على عقول من لا يفهمون تحقيق المناط لكل نزاع او تدافع بين العقول . إن لغة العرب تشكل أكبر التحديات أمام غربان الحرب على التراث والتاريخ .

 

إن الغارة على دلالات اللغة العربية ومناط استخداماتها المعجز لعقول من في قلوبهم مرض تشكل خياراً استراتيجياً بالنسبة لوكلاء المؤسسة الابليسية المتمردة على الدين كقاعدة بناء الخصوصية العامة للأمة وعلى اللغة كوعاء النصوص الشرعية وعلى التراث كمفردة  جامعة لتاريخ الأمة ومخرجات عقول البنية المجتمعية والعقدية والفكرية والثقافية المتعددة من خلال حراسة الاراء المخالفة قبل الموافقة فالإسلام ليس دين الأحادية في كل التصورات والآراء فتتنوع العقول بحجم تنوع بصمات الأيدي ومن ثم يصبح الإعجاز الأممي في بناء الأمة من خلال الكيان المتعدد في تراثه حول مذاهب فكرية وفقهية تجتهد  فتصيب  فلها أجران  وتخطئ فلها أجر واحد .

تعليقات

أحدث أقدم