14 تموز

مشاهدات

 


ذرى كفاح

بغض النظر عن تزامن العديد من الاحداث التاريخية سواء تلك التي تغير المسارات السياسية في العراق او التي تعد فواجع لأبناء شعبه الصابر .

لفت نظري في هذا اليوم منشورات العديد من الاصدقاء الذين تتباين اراؤهم وتوجهاتهم السياسية مابين متأسٍّ على مصاب العائلة المالكة او مؤيد ومناصر لانقلاب / ثورة 14 تموز وبداية الحكم الجمهوري .

كلٌّ يدافع عن رأيه بضراوة واندفاع ومستعد للخوض في نقاشات مطولة لاتخلو من عصبية وغلوّ في التعبير عن الرأي .

الأمر الذي يدفعني للتساؤل .. كم من الدروس القاسية سنعاني منها بعد لنصل الى مرحلة التوازن الفكري والتفكير الحيادي الذي ينظر الى السرد التاريخي عبر مساحة معقولة بعيدا عن العاطفية؟

متى ستتحرر العقول العراقية من تلك العصبيات وينضج الوعي الوطني الخالص الذي يترفع عن هذه الاختلافات ويرقى الى تواصل يليق بعمق التاريخ العراقي ؟

ماذا سيحتاج العراقيين ليصلوا الى مرحلة الفصل بين التوجهات القبلية / العشائرية / المذهبية / الايديولجية / الإثنية / الدينية وبين الوعي الحقيقي بما تتطلبه المرحلة الحالية من تكاتف للوقوف بوجه التحديات الراهنة؟

ياترى هل سنرى طبقة واعية موجهة توجيها حقيقيا ً يتجاوز المعوقات الداخلية والاقليمية لتصل بالعراق والعراقيين الى برّ الأمان؟

ام اننا كعراقيين نحتاج الى "المستبد المستنير" او "الدكتاتور العادل" كما طرحه جمال الدين الافغاني ضمن حركات التجديد في عصر النهضة الاسلامية والفيلسوف الفرنسي مونتسيكو مبينا ان الاستبداد هو احد عوامل الحكم الثلاثة التي يجب الحفاظ عليها في الشرق والقضاء عليها في الغرب .

كيف سيتطور المشهد السياسي في العراق وهل ستكون لنا تجربة تُدرّس في الدول الاخرى على غرار تجربة جنوب افريقيا في التحول الديمقراطي ام اننا سنكون عبرة لمن اعتبر !

كل ماذكر اعلاه ليست تساؤلات فحسب بل دعوة لكل عقل واعي للنأي عن العصبية والتطرف والانفتاح على الاخر والتركيز على المشترك لتجاوز الكثير والعميق من الجراح التي اصابت كل اطياف العراقيين .

حينها فقط سنتمكن من استثمار التنوع كنقطة من نقاط القوة

تعليقات

أحدث أقدم