وجهة نظر : خطاب الكراهية وبرمجة اللاوعي الجمعي

مشاهدات


 

سحر النصراوي


إن تغير الخارطة السياسية في الوطن العربي في العشرية الأخيرة  وصعود بعض أحزاب اليمين المتطرف والاحزاب الرأسمالية الليبرالية من جهة ليشكلا تقريبا الخصمين الوحيدين في الساحة دون ايجاد أي بديل واع بالمشاكل الحقيقية للشعوب التي نادت بالثورات ودون وجود نخب وطنية حقيقية كان بداية آفة اجتماعية كارثية . ترعرعت كالفيروس وتسربت للعقول دون وعي من متلقيها لخطورتها . لكن واضعي هذه الخطط ومنتجي هذا الفيروس كانوا واعين تماما بما كانوا ينوون تسريبه ونجحوا نجاحا باهرا في تنفيذ مخططاتهم التي كانت ترمي الى ترسيخ الطبقية من جهة والكراهية من جهة أخرى .

 

لبنتان يمكن أن تبنى من خلالهما صروح الدمار الاجتماعي والفتن وشتى أنواع  الانقسامات . وبدأ كل من الفريقين يؤجج في صدور الجماهير الغضب باستفزازاته إما المادية بايهام الجميع بأن الطريق إلى الثروة يسير . واما السلطوية بايهام الجميع بأنه يكفي أن تعتنق الحزب فتصير حاكما على الجميع . سلطان النفوذ وسطوة المال افرغا الساحة من كل ما هو قيمي ومبدئي وأنساني . وبين الفريقين ضاعت احلام الوطنيين فاختاروا اما الصمت أو الهروب . باتت الساحة خالية تماما وطور كل من الفريقين ادواته للانتقال من معارك قذرة ومباشرة الى استخدام التكنولوجيات الحديثة ووسائل الاعلام عن طريق التركيز وخاصة على ما يسمى بالبرامج الاجتماعية والتي لم تفتح سوى المجال لمزيد من العنف النفسي والمشهدي والسمعي .

 

لحكمة ما ركزت هذه البرامج فقط على كل ما كان يعتبر شاذا لتسوقه على أنه وضع اجتماعي عام . إنحرافات اخلاقية شتى لم تؤسس سوى لانتشار الفاحشة وبرمجة لاوعي المتلقي على استقبالها برحابة صدر وربما تسريبها لضعاف النفوس برامج تنشيطية يؤثثها بائعوا مخدرات وهيروين و بائعات هوى . لتختتم الرحلة بالدراما التهديمية التي قامت بدور اساسي في تأجيج خطاب العنف وتعميق الهوة بين الفئات الاجتماعية وزرع بذور النقمة والانتقام بين المرأة والرجل . 

 

أو لم نربى على أن القوي يساعد الضعيف ؟

أو لسنا ابناء مجتمعات يتكافل فيها الثري مع الفقير ؟ 

فأين نحن من هذا ؟؟

أو ليس القوي هو الحامي والمسؤول عن الضعيف ؟

فأين نحن من كل هذا اليوم ؟؟

الدراما ووسائل الاعلام العربية تلاعبت بعقول المشاهدين وشوهت وجه المجتمع .

نظرت للعنف وجعلت الجاني ينجو ونظرت للرذيلة وزرعت جميع بذور الكراهية والانقسامات .

قاطعوا التلفزات العربية لأنها تؤسس للدمار الاجتماعي .

عنف 

هتك أعراض

دعارة

تحايل 

قتل 

وانقسامات ..


تعليقات

أحدث أقدم