ماقل ودل : " الأرنب والغزال "!!

مشاهدات



عبد الكريم الوزان


" تْريد ارنب ؟ .. أخُذْ أرنب ! تريد غزال ؟ .. أخُذ أرنب ! .

يُضرب للشخص القوي الظالم الذي يفرض إرادته على الضعيف المظلوم .

وأصله : إن شخصين تزاملا فخرجا للصيد فصادا غزالا وأرنبا . فلما رجعا جلسا يقتسمان الصيد وكان  أحداهما قويا والآخر ضعيفا فقال القوي للضعيف : ( انت تقوم بالقسمة أم أنا ) فرد المسكين : الموضوع سهل جدا.. نص الغَزال ونص الأرنب من نصيبك .. وأنا آخذ مثلك فأجابه القوي : هذا غير منصف فدعني أنا أتولى القسمة بيننا ثم أردف : تريد أرنب أخذ أرنب ..تريد غزال أخذ أرنب !!. أدرك المغلوب على أمره أنه قد يتلقى ما لايحمد عقباه فقال صاغرا: مَولانا .. أريد أرنب وأنا المَمنْون !!.. فذهب قوله مثلا (1).

 

هذه القصة تنطبق على قضايا كثيرة في حياتنا وحتى على الصعيد الدولي ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية الأوكرانية والظروف والملابسات التي أحاطت بها . فكلنا يتذكر الحصار ألذي فرض على العراق في شهر آب عام 1990 ثم تجريده من امكانياته التسليحية والدفاعية وتهديم مراكز البحوث العلمية والصحية على يد لجان التفتيش الجاسوسية ووقتها أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لأنه كان وحيدا فريدا في الساحة وظلوا يطبلون ويزيدون على  مزاعم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل و انتهاكه لحقوق الانسان وتهديده للأمن القومي الأمريكي والعالم ومنطقة الشرق الأوسط  و(يلومي يلومي حامض حلو ) وهذا الميدان ياحميدان ثم قاموا بغزو العراق بدون أي تخويل دولي أو أي قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة  فقتلوا وشردوا أهله ودمروا كل البنى التحتية وتم حل الجيش والأجهزة الأمنية ووزارة الاعلام والمؤسسات الأخرى الفاعلة . فأين كل ذلك مما يجري اليوم بين دولة كبرى من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وبين دولة مثل أوكرانيا تدعمها دول بالمكانة والموقع ذاته مثل أمريكا وبريطانيا حتى بات الكبار في خنادق قتال وموضع إهام وإدعاء وتحريض وإنكشف المستور لإخوان الشياطين الذين  يكيلون بمكيالين ... و(تريد أرنب أخذ أرنب تريد غزال أخذ أرنب) !!.

 

يقينا إن الدول الكبرى في الغالب تتعامل من خلال المصالح لا المبادىء وما جرى لبلاد الأنبياء والأولياء جريمة لاتغتفر وسيخلدها التأريخ بأحرف بارزة غائرة في جسد الزمن كجراح العراقيين التي لم ولن تندمل بسبب الاجحاف والمغالاة والتمادي الذي وقع عليه من قبل (دعاة الديمقراطية ) المزعومة وأتباعهم من الأقزام والمغرر بهم وسيبقى الحال على ماهو عليه من نفاق وشقاق دولي  طالما سياسة فرق تسد ماتزال مفعلة بطرق وأساليب استعمارية جديدة مختلفة وطالما لم يستثمر الشعب تكنولوجيا الاتصال وتطور وسائل الاعلام الجديد لتفعيل رأي عام ظاهر ضاغط في الداخل والخارج  قادر على تغيير مجريات الأحداث لصالح العباد والبلاد وستظل ( حصتنا  الأرنب.. وحصتهم الغزال) !!.


1- بتصرف وتعريق قصة مثل ( تريد ارنب اخذ ارنب تريد غزال اخذ ارنب) عادل الابراهيمي درر العراق20-12-2016

تعليقات

أحدث أقدم