المسلم بين الأمريكان والروس

مشاهدات



عبد المنعم إسماعيل


حتى لا نستبدل الطغيان الغربي بالطغيان الشرقي يجب ترسيخ المفاهيم الكلية الجامعة في عقول المسلمين بصفة عامة ومن يجب الحذر من كلا الجاهليتين الغربية بطرفيها الكاثوليكي والبروتستانتي المتصهين والشرقية الأرثوذكسية الوثنية بأطيافها المجوسية والبوذية .


إن الإسلام يوم جاء أراد إحقاق الحق وإبطال الباطل كله ولم يأتي ليزيل وثنية الحجارة ليقيم وثنية العقول المنفكة من قيود النصوص الشرعية وجاء ليزيل جاهلية الفرس والروم وليقيم دولة الإسلام لا ليقيم جاهلية عربية ظاهرها الرحمة وباطنها الطغيان وجعل الباطل كله في سلة واحدة وفرق بين باطل أصحابه محاربين وبين أهل باطل يعيشون الجهل والجاهلية في حياتهم بعيداً عن تعطيل حركة المد الإسلامي الذي قوامه التوحيد والسنة والأمة وليس الطائفية والهمجية والتخريب . وليس أمام الأمة خيارات متعددة في الواقع المعاصر فالخيار هو السعي نحو إسلام رضي الله عنه يوم حجة الوداع وشهد الرسول صلى الله عليه وسلم  بسلامة العقول التي طبقته أمام عينيه . الخيار الأوحد يقوم على العودة للثوابت التي قام عليها في بادئ الأمر التوحيد الخالص والسنة الصحيحة والفهم  الرشيد للصحابة رضي الله عنهم أجمعين ثم بنيان الأمة بعيداً عن فكر الطائفية والمذهبية الذي يصب في مصلحة مصاصي الدماء من غربان النظام الجاهلي العالمي سواء بنسخته الأمريكية الغربية أو الروسية الشرقية . جاء الإسلام ليقيم بنيان الرحمة للعالمين بعد تحويل العقيدة الى سلوكيات أخلاقية للأمة العربية والإسلامية في آن واحد . وجاء ليهدم كل أوكار الباطل ليقيم بنيان رحمة للعالمين فيعطي حقوق الكلاب المُعلمة فوق الكلاب الجَاهلة وليجعل التقوى هي معيار الفضل وليس اللون او المآل او الجاه أو الحسب والنسب . وليرفع الهمة في قلوب المسلمين فيخرجهم من تيه التبعية الى قمة الرقي الحضاري والمعرفي في حياة الناس خلف الاتباع الشامل الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وليصون البشر من الفوضى وتيه الصدامات الحارقة  للاخضر واليابس ليقيم بنيان النصيحة والعدل والصبر بمعرفة خير الخيرين وليؤسس بنيان شامل للأمة حتى لا تسقط في مهب تيه التفرق حدثوا الناس عن الاسلام والسنة والأمة واخبروهم بمحبتكم للعلماء الذين لا تعصموهم بل تعدلوا معهم فلا تجعلوهم في صفوف العوام الذين يستجلبون الطوام حال اندفاعهم يميناً او يساراً خلف أهواء مضلة او أفكار مخلة . 

 

حدثوا الناس عن التأريخ لا عن اهوائكم  الشخصية وتجاربكم الحزبية في زمن التغيرات والتقلبات . أعيدوا قراءة التاريخ بعقول مستقيمة الرؤية لا عقول مستلبة لا تدري  فليس من أراد الحق فأخطأ كمن أراد الباطل فأصاب . 


تعليقات

أحدث أقدم