العملية السياسية : شهادة وفاة

مشاهدات




ضرغام الدباغ 

نسمع.. نقرأ.. نشاهد.. أن أطرافاً ممن يسمون أنفسهم " العملية السياسية " وهم وفق القانون أطرافا متكافلة متضامنة لأنهم شركاء في عملية واحدة لها محرك واحد ونتيجة واحدة وما يشاهد أحياناً من خلاف بين هذه الأطراف فما هو سوى خلاف على المغانم فحسب . نسمع أنهم يرددون هذه الأيام نغمة جديدة تعزف للمرة الأولى منذ الاحتلال وهي تقاسم مقاعد ما يطلق عليه بالبرلمان ... وما هذه البدعة الجديدة إلا بسبب خسارة واضحة للميليشيات الممثلة للنفوذ الإيراني .. هي شهادة وفاة ... 

هم يطلقون عليها تارة الإطار التنسيقي و الشراكة والبيت الشيعي ومحاصصة والحقيقة أنا أسمي الأشياء بمواصفاتها إنها بأمتياز شهادة وفاة وهي أدق الأوصاف السياسية . هي شهادة وفاة رسمية صادرة عن الجهات المشاركة اعتراف صريح بوفاة الاحتلال ونتائجه  كلها فالجماعات التي تزعم أنها تحكم العراق لا تصلح لأن تحكم بلداً لأنها فاقدة للأهلية السياسية (incompetent  government) والعجز عن إدارة دولة توصم بها جماعات و(حكومات) هي أفضل بكثير من أئتلاف بغداد فهي لا تمثل العراق ولا الشعب العراقي وما يقومون به منذ الاحتلال عام 2003 وحتى اليوم هو عبارة عن سطو مسلح على الدولة بمساعدة قوى أجنبية احتلت البلاد بالقوة المسلحة . بالنسبة لي أنا أعلم بيقين مطلق منذ اليوم الأول أن هذه لا تجربة  ولا عملية ولا سياسية ولا ديمقراطية كما يحلو للبعض أن يسميها لأن ما يبنى على الباطل فهو باطل فقد دفع المشاركون فيها ثمنها حربا عالمية جلبوا جيوش 30 دولة بالابتزاز .. وبالطبع لن يستسلموا لعملية انتخابية...؟ السفير بريمر شكل الحكومة الأولى ثم الثانية ثم تجاهلوا فوز علاوي ثم نصبوا الجعفري ثم قلعوه وأهانوه وهكذا سلسلة الانتخابات الأخرى.. وفي النهاية ينصبون من يتفقون عليه وفق قاعدة تقاسم المصالح والمغانم أما إرادة الشعب فهي آخر ما يهمهم وليس مهما من يقف ورائها فالجريمة لا تحددها طبيعة الجهة التي قامت بها الجريمة موجودة يتوفر فيها الركن المادي والقانوني بصفة تامة ودون أدنى ريب سيمثلون يوماً أمام منصة القانون وحكمه .

كلهم موافقون على تهديم البلد.. ونهبه وسلبه يشتغلون أعوان عند القوى المحتلة وتسليم اللقمة الادسم لإيران أو بالاحرى إيران تأخذها وهم صاغرون كلهم موافقون على برامج القتل والتهجير والتجريف مقابل أن ينالوا في الأخير لقمة قذرة وفتات ما يتساقط من شدقي الضبع الفارسي .. هكذا يلعبون دور مساعد القاتل وخدم بالأجرة..والآن حين يتهدد كرسي الشيطان الأكبر يهرعون جميعهم حتى من كنا نتصور أنه أقل قذارة من الآخرين .. ليقول لنا...لا ... أنا أشدهم قذارة وانحطاط...بعد اليوم من بوسعه أن يقول أن العملية .. هي تغير.. ؟ من يقول بعد اليوم ولو على سبيل المزاح ...  أنها ديمقراطية ..؟ لقد فتحوا أوراقهم وبان كل شيئ واضحاً حتى لمن له ربع عين ... لن يقول أحدهم بعد اليوم ... والله ما عبالي ....!

تعليقات

أحدث أقدم