المناظر كلها رائعة

مشاهدات




علي السوداني


هذا يوم آخر لم يسقط بعد من ذيل روزنامة السنة . 

طفل في البيت السفلي يعيّط بقوة ملجأ أيتام منسي ، والأم البلهاء منشغلة بقراءة فنجان القهوة . سنٌّ عميقٌ يتململ بفمي المغلق .

التلفزيون يعرض الآن شريطاً بطله يذبح امرأة ضخمة ويشرب من دمها الفوار ، وفريد الأطرش يرمي من الطابق العلوي أغنية " عدتَ يا يوم مولدي "

وغدٌ صغيرٌ يسرق الماء من سطح العمارة والرب يتفرج ضاحكاً .

لاجىء أشهب يعثر على قندرة " نصف عمر " كانت نائمة بمغطس حاوية الزقاق .

كلب حقير أسود نبّاح يرفع ساقه بزاوية تسعينية ويتبول على حائط أم غسان .

غيوم سود ورماديات يحتفلن قرب مغيب الشمس الذابلة .

قطة عجوز تتقيأ سبع قطط على الرصيف .

شاب يرتدي بنطالأ مسحولاً يكاد يظهر الربع المثقوب من مؤخرته الكبيرة .

عبود لا يغنّي لأن يوسف العاني قد شبع موتاً .

فتاة مذهلة نسيت رشق غبار الياسمين تحت أبطيها الزاغبين .

رائحة عفن أصيل تهلهل بحلق بالوعة الشارع .

شاعر منفّر يتلوى خلف المايكرفون مثل عتال بشورجة فارغة .

ملابس داخلية مبقعة ترفرف على حبل مكسور كأنه شارة نصر .

كمامات كورونا في طشت الغسيل .

إمرأة وحيدة تداعب كلب المقبرة .

ذيل جرذ كبير ممدد بماعون متروك .

السيارة أُم الدخان المطهر تسير ببطء في الزقاق ، لكن لا أطفال تركض خلفها .

أبو بريص يشخر خلف صورتي .

قطيع شعراء طويل يتبعهم غاوون .

رسالة عتيقة محشورة بجيب شهيد .

اللغة إبنة كلب ، والحروف ترفس رأسي دون رحمة .



تعليقات

أحدث أقدم