السودان .. تعويل على رد الفعل الدولي وترقب لحل الأزمة

مشاهدات



أدت الأزمة السياسية الحادة التي تسبب فيها استيلاء العسكر على الحكم في السودان إلى ردود فعل مختلفة وقد جاء رد الفعل الدولي الأهم من واشنطن حيث طالب الرئيس الأميركي جو بايدن السلطات العسكرية بالسماح للشعب السوداني بالاحتجاج وإعادة الحكومة المدنية أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فقد دعا الجيش السوداني إلى ضبط النفس خلال تظاهرات السبت المليونية المناهضة لحكم الجيش . 


وفي هذه الأثناء قال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه يمكن الإعلان عن رئيس وزراء من ذوي الكفاءات خلال أسبوع  فيما عرض رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تشكيل حكومة مدنية جديدة شريطة أن يتراجع الجيش عن انقلابه ويفرج عن المعتقلين . وكانت الولايات المتحدة ألقت بثقلها وراء عملية الانتقال الديمقراطي في السودان فرفعت اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب وقدمت دعما دبلوماسيا ساعد في تخفيف أعباء ديون بمليارات الدولارات وفي إطار هذا الاتفاق وافق السودان على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل . وقبل يومين من الاستيلاء العسكري على السلطة توجه مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن الخاص لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى الخرطوم في محاولة للعمل على التهدئة . وعلى مدار الأسابيع الماضية تزايدت الخلافات سواء بين المدنيين والعسكريين أو في صفوف الجيش نفسه خصوصا بعدما قالت السلطات إنها أحبطت مؤامرة انقلابية عزتها إلى فصائل عسكرية متمردة وموالين للبشير . وردت الولايات المتحدة على حركة الجيش الاستيلاء على السلطة بالإدانة وبقرار لتجميد صرف 700 مليون دولار مساعدات اقتصادية للسودان  وعلى النقيض من ذلك يقول المحلل السياسي أُبي عز الدين إن السودان لم يستفد شيئا من وقوف أميركا وبعض دول أوروبا معه طيلة أعوام حكم حمدوك الثلاثة الماضية بل زاد عوَز المواطنين وصارت الحياة متوقفة تماما على حد قوله . وفي هذا الإطار نقلت رويترز عن مسؤول بالخارجية الأميركية أن ما طالب به السودان من تخفيف أعباء الديون، التي يبلغ حجمها عشرات المليارات من الدولارات، لن يحدث ما دام الجيش يحاول توجيه السودان بشكل منفرد . وبحسب عز الدين فإن أميركا وبعض الدول الأوروبية صمتت أمام ديكتاتورية نظام حمدوك وعدم التزامه بأي إعلان لمواعيد الانتخابات بسبب رفض أحزاب قوى الحرية والتغيير رغم إصرار المؤسسة العسكرية على حد قوله .


أما الكرملين فقد رد على سيطرة الجيش بمطالبة جميع الأطراف بإبداء ضبط النفس ودعوة السودانيين لحل الموقف بأنفسهم بأسرع ما يمكن ودون فقدان أي أرواح لكنه لم يندد بما حدث وبعد مباحثات شاقة استمرت أياما طالب مجلس الأمن الدولي في بيان أصدره الخميس وأعدته بريطانيا وعمدت روسيا إلى التخفيف من وطأة مضمونه  بعودة حكومة انتقالية يديرها مدنيون مبديا قلقه البالغ حيال الاستيلاء العسكري على السلطة . يقول الميرغني إن روسيا تحاول دائما توفير موطئ قدم في السودان خصوصا على البحر الأحمر حيث سبق وأن طالبت موسكو بإنشاء قاعدة بحرية  ورغم  ذلك فتأثيرها في الداخل السوداني ضعيف . ومنذ الاستقلال عام 1956 كان الجيش في السودان لاعبا أساسيا في السلطة ونفذ عدة انقلابات قضت على تجارب عابرة كانت السيطرة فيها للمدنيين . ويلقي الميرغني باللوم على المكون المدني  في وصول العسكر إلى السلطة وتنفيذ عدة انقلابات مرجعا ذلك إلى التراخي الشديد والخلافات بين المدنيين وسعيهم لمكاسب حزبية فوق المصلحة الوطنية مما يؤدي لسهولة قفز العسكر إلى الحكم . 



المصدر : وكالات



تعليقات

أحدث أقدم