كروان الموصل

مشاهدات



موفق الخطاب



تزخر محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل بالعديد من القامات العلمية و الأدبية والفنية والتي أثرت المكتبة والساحة العربية والعراقية بأعمال متنوعة تميزت بالإبداع  في مجالات لاحصر لها.. 

فبرز منها كبار العلماء والأطباء والمهندسين والمؤرخين والقانونين والشعراء والروائيين والفنانين ليصل صيتهم إلى مشارق الأرض ومغاربها.. 

اليوم سنسلط الضوء على فنان موصلي إرتبط إسمه وفنه بالموصل وأرضها الخصبة وسماءها الزرقاء. 

فهو منذ خمسون عاما يتغنى بها ويجوب مسارح ودور الأوبرا في البلدان ليوصل إليهم ألحان ومؤلفات  الراحل ملا عثمان الموصلي وتجديد أغاني التراث الموصلي ممزوجا بعضها بالقدود الحلبية ليقدم توليفة رائعة من الطرب الأصيل  الذي لا تمل سماعه وعندما يصدح بطبقات صوته القوية  يأسرك معه حد الهيمان وكأنه صوت كروان يتنقل بلحنه الرباني بين الاغصان. 

بالتأكيد ومن خلال هذا الوصف قد قفز لذهنكم اسم الفنان ((عامر يونس)). 

نعم انه أيقونة الموصل الفنية القامة العراقية عامر يونس الذي أغنى الإذاعة والتلفزيون العراقي بأرشيف من أعماله الفنية ذات الطابع المتميز. 

لقد بداء هذا الفنان وشق طريقه في الغناء متتلمذا على يد العديد من قامات الموصل في التلحين والغناء ودراسة المقامات حتى قوي عوده عام ١٩٧٩ لينتقل بعدها إلى العاصمة بغداد ويتعرف على كبار ملحنيها ومطربيها ليشق طريقه بين العمالقة كنجم موصلي ليحمل ويجدد رسالة شيخ الملحنين ملا عثمان الموصلي بصوته القوي الجهوري الذي يسحر الحضور. 

لكن ما يحز في النفس ان هذا الفنان المبدع لم يأخذ دوره الصحيح ولم يتم دعمه ولم تسلط عليه الأضواء كما غيره علما أن الأوساط الفنية العربية تعرفه يقينا وتطرب لسماعه..

وما زاد في الأمر ألما  وحسرة وقد  فتّ في عضده هو وقوفه  على أطلال مدينته  وحبيبته المدمرة ومنارتها الحدباء قد هوت مجلجة مضجرة بالدماء  تحتضن أشلاء أولادها في جريمة نكراء إقترفها مجرموا العصر في أحقر مؤامرة حيكت ضد المدينة بتمكين الإرهاب منها.. 

ومن هذا المنبر اناشد وزارة الثقافة والإعلام و نقابة الفنانين العراقيين أن تهتم بهذا الفنان وتعطيه حقه فهو كنز ثمين في وقت عز فيه الإبداع و الأصالة وسط الصخب وتردي الفن، ولو كان هذا الفنان  في أي دولة من الدول التي تولي الفنانين اهتمامها لكان في مصافي العمالقة...

تعليقات

أحدث أقدم