تنطلق قمة الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتن في سوتشي الأربعاء وسط تغيرات تشهدها الساحة السورية بشكل عام وإدلب بشكل خاص ما يجعلها على قائمة المباحثات المرتقبة بين الرئيسين قبل انطلاق الجولة الـ 6 من مباحثات جنيف بشأن صياغة الدستور السوري في 6 أكتوبر المقبل .
ويأتي موعد القمة بعد نحو أسبوع من المباحثات الثنائية بين بوتن والرئيس السوري بشار الأسد في موسكو من جانب ولقاء مبعوثي الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي من جانب آخر ما يطرح تساؤلات حول مصير إدلب الواقعة شمال غربي سوريا في ظل معطيات سياسية وعسكرية جديدة تعيشها القضية السورية . ويرى مراقبون أن هناك تطلعات لدى الأطراف المختلفة بشأن تسوية الوضع في إدلب ويطمح الأسد بعد سيطرته على درعا جنوب سوريا العودة مرة أخرى إلى إدلب خاصة مع استمرار القصف الجوي والبري الروسي والإيراني على بلدات المحافظات وتموضع القوات الأميركية في المدن السورية بينما تظهر تطلعات أردوغان في تصريحاته عن القمة المرتقبة حيث أعرب عن أمله في اتخاذ روسيا نهج مختلف في الأزمة السورية مؤكدا أن لديه توقعات كبيرة في المحادثات الثنائية مع بوتن لاسيما مع تقدم النظام السوري في الجنوب . وفي الوقت نفسه لم تهدأ الأوضاع العسكرية في إدلب رغم اتفاق بوتن وأردوغان في مارس عام 2020 حول وقف إطلاق النار بالمحافظة وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان تجدد القصف الجوي والبري الروسي ومليشيات إيرانية على مناطق الفوعة وعين شيب والرويحة بريف إدلب .
يعتبر محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية أن القمة الروسية - التركية اجتماع مهم للغاية لمحافظة إدلب من أجل تهدئة حدة الصراع العسكري ووقف تدفق المهاجرين العسكريين من الشمال السوري مشيرا إلى اختلاف تلك القمة عن باقي اللقاءات التي جمعتهما نظرا لأن روسيا لديها مآرب جديدة في سوريا تختلف عن مفاوضات استانا وجنيف التي باءت بالفشل لعدم وجود قدرة سياسية وقتها لتحويلها إلى أرض الواقع إلى مسار سياسي تتوافق عليها الأطراف الروسية والتركية والأميركية. وخضعت إدلب في سبتمبرعام 2018 لاتفاق بين بوتن وأردوغان يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في منطقة تتراوح ما بين 15- 20 كم على طول خط التماس إضافة إلى إخراج تركيا الفصائل المسلحة ونزع الأسلحة الثقيلة مع خضوع المنطقة منزوعة السلاح لمراقبة تركية - روسية .
المصدر : وكالات
إرسال تعليق