العراق وفيتنام قبل أفغانستان .. جهود الولايات المتحدة لإعادة توطين حلفائها

مشاهدات



رغم إجلاء 120 ألف شخص من أفغانستان في غضون أسبوعين فقط بعد سقوط الحكومة على أيدي طالبان فلا يزال هناك الآلاف ممن عملوا مع الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي معرضين لخطر الانتقام . 


ويفترض أن الأفغان الذين ساعدوا بنشاط في مهمات الولايات المتحدة وحلف الناتو مؤهلون للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة  والتي تمنح الحاصلين عليها إقامة دائمة فورية في الولايات المتحدة وشملت العملية حوالي 23 ألف أفغاني كما شمل الجسر الجوي عشرات الآلاف من الأفغان الذين يعتبرون لاجئين وهي فئة قانونية منفصلة . ولا يزال نحو سبعين ألف في قائمة الانتظار للحصول على موافقة استلام تأشيرات الهجرة الخاصة في حين تشير بعض التقديرات المستقلة إلى أن  العدد  يزيد عن مائة ألف إضافي . يسلط تقرير لمنظمة كاونسيل مجلس العلاقات الخارجية محاولات الولايات المتحدة السابقة لإعادة توطين الحلفاء في زمن الحرب بما في ذلك آلاف العراقيين ومئات الآلاف بعد حرب فيتنام حيث واجهت العديد من التحديات . وكان الكونغرس قد أقر برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة الأولي لكل من المترجمين الأفغان والعراقيين في عام 2006 وتم توسيعه عام 2009 ليشمل أي أفغاني عمل لدى الحكومة الأميركية أو الناتو منذ عام 2001 وكان الهدف هو حماية حلفاء الولايات المتحدة وعائلاتهم من الانتقام وكذلك لتحفيز التعاون مع جهود الولايات المتحدة لمكافحة التمرد . وتعرضت البرامج لانتقادات بسبب الأعمال الورقية المرهقة والتأخير الطويل امتدت ما يقرب من عامين في السنوات الأخيرة وقبل الانسحاب من أفغانستان كان الكونغرس قد وافق على ثمانية آلاف تأشيرة هجرة خاصة إضافية وخفض بعض متطلبات البرنامج لتسريع الموافقات وزادت إدارة بايدن من الموارد المخصصة لمعالجة التأشيرات  شمل برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة العراقيين حيث أعيد بموجبه توطين أكثر من 23 ألف شخص من حلفاء الولايات المتحدة لكن معظم الطلبات الجديدة انتهت في عام 2014  ولا يزال هناك تراكم لأكثر من 50 ألف متقدم  بسبب حظر التأشيرات الذي فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2017 على الوافدين من عدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة بما في ذلك العراق والذي ألغاه بايدن منذ أن تم تنصيبه في يناير الماضي . لكن العراقيين الباقين خاصة الأقليات المعرضة للخطر مثل الأيزيديين يرون في التأخير الذي حدث مع الأفغان نذير شؤم لفرصهم . 


لم يكن الجسر الجوي لإجلاء الفارين من أفغانستان هو الأول الذي نظمته الولايات المتحدة لحلفائها بل حدث في مناسبات عدة . ففي عام 1996 نجحت عملية ملاذ المحيط الهادئ في إجلاء ما يقرب من سبعة آلاف من الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة من العراق، حيث كانوا تحت تهديد وشيك من الأعمال الانتقامية من قبل الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين وفي عام 1999 تم إجلاء حوالي 20 ألف ألباني من كوسوفو كانوا معرضين لتهديد القوات الصربية  . المثال الأبرز كان مع نهاية حرب فيتنام حيث أدى سقوط سايغون عام 1975 في أيدي القوات الفيتنامية الشمالية الشيوعية إلى انسحاب سريع للولايات المتحدة وعمليات إجلاء شملت حوالي 130 ألفا من الفيتناميين الجنوبيين الذين ساعدوا في المجهود الحربي . كان هذا الإخلاء الأولي غير رسمي إلى حد كبير  حيث استخدم الرئيس الأميركي جيرالد فورد السلطة التنفيذية لقبول العديد من الفيتناميين قبل معالجة طلباتهم الفردية . استمر ملايين الفيتناميين في الفرار من البلاد في العقد التالي وفي نهاية المطاف حصل أكثر من مليون فيتنامي على وضع لاجئ في الولايات المتحدة . 


المصدر : وكالات


تعليقات

أحدث أقدم