حكاية عن السلام وعن اللاجئين في الخيام

مشاهدات

 



ا.د. كاظم العبودي
 
في منتصف الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كنا فتية وصبية  صغار  تدفعنا حماستنا الوطنية والقومية الى التظاهر مع الكبار  ومنا من كان يخط بجرأة على جدران شوارع بغداد  شعار  كان مرددا بحماسة عبر حناجرنا الفتية  :  لاسلام واللاجئين في الخيام .

ولكن بعد أكثر من ستة عقود  من ذلك اليوم الكثير منا من نسي  ما خطته ايادينا  المرتجفة خوفا من مطاردة وقمع السلطات العربية . ها نحن  نكتشف اليوم  :  الا  سلام  يذكر الا بقرينة  الاستسلام والخضوع  للعدو الصهيوني وها نحن نرى ونعيش مشاهد انتشار مخيمات اللاجئين العرب فلسطينيين وغير فلسطينيين في المخيمات والنزوح وحالة اللا سلم شملت كل الوطن العربي المأزوم بحكامه وهزائمهم المتلاحقة . ما يخطط له عبر صفقة القرن  قادم للتنفيذ بأبشع صوره من ذل ومهانة  فهناك من حكامنا اليوم من يطلب السلام ويُطَّبِع  مع العدو الصهيوني مجانا وبدون مقابل يذكر وهناك مشاهد ملايين التعساء العرب ينتشرون بمئات المخيمات في غالب ربوع الوطن العربي المنكوب نازحون ومشردون  بمحيط وخارج ارض فلسطين المحتلة . نعم هناك ملايين التعساء العرب باتوا  نازحين في الخيام في ربوع العراق وسوريا وفلسطين واليمن وليبيا والاحواز ولبنان والصحراء الغربية والسودان والصومال . 

هل هذا هو سلام الشجعان الموعود ببلادة وبلا وعي بحجم المأساة  والذي كان يردده الراحل ياسر عرفات ؟؟؟ ومن سار بعده  من تمسكوا بمسار أوسلو وقطيع المطبعين العرب . انه السلام  ذلك الوجه الخفي من معادلات الاستسلام العربي المخططة منذ قيام دولة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين .

حالنا ليس بسلام  والسلام  لازال بعيد المنال

تعليقات

أحدث أقدم